السبت 10 مايو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – فتاة سحلول

لطالما رافقت الثورة السورية منذ بدايتها حملات تشويه إعلامي ممنهجة، تبنتها أطراف متعددة لأهداف سياسية أو دعائية.

ومن أبرز هذه الروايات التي أُثيرت مرارًا: اتهام الفصائل الثورية بارتكاب انتهاكات بحق نساء الأقليات، تحت مصطلحات مثل “السبي” أو “جهاد النكاح”، وهي روايات غالبًا ما تم ربطها بمناطق محددة كإدلب، دون تقديم أي أدلة موثّقة تدعم هذه الادعاءات.

مع مرور الوقت، تبيّن أن هذه القصص لم تكن إلا إشاعات أو تلفيقات إعلامية، لا أساس لها من الصحة.

من الأمثلة البارزة على ذلك، القصة التي تداولتها صفحات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “السبية ميرا”، والتي تبيّن لاحقًا أنها مفبركة بالكامل، وفق ما أظهرته تقارير وشهادات محايدة، ما عزز الشكوك حول وجود حملة تضليل تهدف إلى تشويه صورة الدولة الجديدة والأمن العام.

ما يلفت الانتباه اليوم هو أن بعض الشخصيات التي كانت من أوائل من كشفوا زيف هذه الروايات، أصبحت الآن دون أن تقصد تكرر نفس المصطلحات والاتهامات، وكأنها تسهم في إحياء إشاعات سبق أن ثبت كذبها.

وبعيدًا عن الاصطفافات السياسية، فإن إعادة استخدام مصطلحات مثل “السبايا” و”جهاد النكاح” التي روّج لها النظام البائد لتشويه الثورة السورية لا تشكل فقط خطرًا على النسيج الاجتماعي، بل تعيد إنتاج روايات اعتمدت على التخويف الطائفي والتضليل الإعلامي، وهي مصطلحات تنطوي على إهانة جماعية لمكونات المجتمع السوري، وتمسّ كرامة أفراد لم يثبت بحقهم أي ادعاء موثّق.

برأيكم، أليس من الضروري اليوم التفكير بجدّية في تجريم هذه المصطلحات والمفاهيم إعلاميًا وقانونيًا، ومحاسبة كل من يساهم في نشرها دون أدلة لما تشكله من مخاطر على النسيج السوري والعيش المشترك بين مختلف طوائفه وأعراقه.