خفايا الصراع الإيراني الإسرائيلي، أسباب الأزمة التي أشعلت المنطقة
علاء ضاحي – يلا سوريا
تشهد المنطقة تصعيدًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، حيث تحولت التوترات المستمرة إلى مواجهات عسكرية مباشرة، مع تدخلات إقليمية ودولية معقدة، خاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتركز الصراع بين إيران وإسرائيل على عدة محاور رئيسية، منها:
البرنامج النووي الإيراني: حيث تسعى إيران لتطوير برنامج نووي، ما اعتبره المجتمع الدولي، وإسرائيل بشكل خاص، تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.
العداء التاريخي: تعتبر إسرائيل إيران تهديدًا وجوديًا، بينما ترى إيران في إسرائيل كيانًا غير شرعي في المنطقة.
خسائر إيران في أذرعها الإقليمية
لقد خسرت إيران العديد من أذرعها العسكرية في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، حيث خسرت وجودها في المنطقة بشكل كامل.
إضافة إلى ذلك، تعرضت مليشيا “حزب الله” اللبناني لاستنزاف كبير نتيجة حربه الطويلة مع إسرائيل، بالإضافة إلى زيادة الضغوطات على الحكومة اللبنانية الجديدة بحصر السلاح بيد الدولة، ما أثر بشكل ملموس على قدرته القتالية.
كما أن مليشيا “الحشد الشعبي” العراقي توقفت عن القيام بأي عمليات فعالة ، ما يعكس تراجع النفوذ الإيراني العسكري في المنطقة بشكل عام.
ملف النووي الإيراني والمفاوضات
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، بدأت إيران في تقليص التزاماتها النووية.
وفي عام 2025، استؤنفت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، حيث قدمت واشنطن عرضًا يقضي بتقييد برنامج إيران النووي مقابل رفع بعض العقوبات.
إلا أن إيران اعتبرت العرض “غير كافٍ” ورفضته، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التهديد بأن إسرائيل ستقود أي هجوم عسكري ضد إيران إذا استمرت في برنامجها النووي.
وفي المقابل، هددت إيران بشن هجمات على المنشآت النووية الإسرائيلية إذا تعرضت منشآتها للهجوم.
دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أبرز اللاعبين في هذا الصراع، حيث:
أعلن عن سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، متضمنة فرض عقوبات اقتصادية مشددة.
وأيد بشدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإيرانية.
وهدد بشن عمل عسكري مشترك مع إسرائيل ضد إيران إذا فشلت المفاوضات النووية.
تطورات المواجهة المباشرة
في 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إيران، أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، بما في ذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
وأسفرت الضربات عن مقتل 78 شخصًا وإصابة أكثر من 320 آخرين، بينهم علماء نوويون وقادة عسكريون. ردت إيران بإطلاق أكثر من 100 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.
الوضع الإقليمي والدولي
وأثارت هذه المواجهة قلقًا دوليًا واسعًا، حيث دعت الأمم المتحدة وفرنسا إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات. من جهة أخرى، أيدت بعض الدول الأوروبية الهجوم الإسرائيلي، معتبرةً أنه ضروري لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
يمثل الصراع بين إيران وإسرائيل نقطة تحول في العلاقات الإقليمية والدولية، حيث تتداخل العوامل السياسية والأمنية والاقتصادية بشكل معقد. في ظل إدارة الرئيس ترامب، يبدو أن الخيار العسكري أصبح أكثر احتمالًا، مما يزيد من تعقيد فرص الحل السلمي.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram