“48 ساعة في الظل: غارات تضرب، صواريخ تنطلق، والاحتلال يفرض التعتيم”
علاء ضاحي – يلا سوريا
شهدت الساحتان الإيرانية والإسرائيلية خلال يومي 17 و18 حزيران 2025 تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مع تبادل مكثف للغارات الجوية والهجمات الصاروخية والاغتيالات النوعية، في ظل تعتيم إعلامي إسرائيلي حول الخسائر الحقيقية، ما يزيد من الضبابية على تطورات الميدان.
أحداث 17 يونيو:
العمليات العسكرية من جانب الاحتلال الإسرائيلي
شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مركزة على عدة مواقع داخل إيران، استهدفت مراكز قيادة عسكرية وأمنية في العاصمة طهران ومحيطها، إضافة إلى منشآت عسكرية في كرمانشاه، كاشان، وقم.
أسفرت هذه الغارات عن اغتيال الجنرال علي شادماني، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
كما تم استهداف مستودعات أسلحة ومنشآت صواريخ، تسببت بتدمير واسع للبنية التحتية العسكرية، خاصة قرب منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو.
في كرمانشاه، أدت انفجارات إلى مقتل عدة ضباط من الحرس الثوري في تفجير استهدف مركبة عسكرية.
الرد الإيراني الميداني
أطلقت إيران صواريخ باليستية عدة باتجاه قواعد إسرائيلية في جنوب الأراضي المحتلة، إضافة إلى طائرات مسيرة مسلحة صوب مناطق حدودية في شمال فلسطين المحتلة.
أسفرت الهجمات الإيرانية عن أضرار مادية محدودة حسب بيانات رسمية، لكنها تزامنت مع تحذيرات من تصعيد أوسع إذا استمرت الغارات الإسرائيلية.
الخسائر والدمار
نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر محلية أن القتلى جراء الغارات الإسرائيلية بلغوا نحو 263 قتيلًا بينهم مدنيون، مع أكثر من 600 جريح.
تسببت الغارات في دمار منشآت نووية ومدنية، ووفقًا لوكالة الطاقة الذرية، تضررت مواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي في فوردو.
شهدت طهران نزوح آلاف المدنيين باتجاه الشمال، مع انقطاعات في الكهرباء والاتصالات.
أحداث 18 يونيو:
الرد الصاروخي الإيراني المكثف
أطلقت إيران أكثر من 100 صاروخ باليستي وطائرات مسيرة باتجاه عدة مدن في الأراضي المحتلة، شملت تل أبيب، حيفا، عسقلان، والقدس المحتلة، ما تسبب بسماع دوي انفجارات كبيرة وتدمير مادي في بعض المواقع.
التعتيم الإعلامي الإسرائيلي
فرض الاحتلال تعتيمًا إعلاميًا صارمًا على حجم الخسائر والدمار، منع فيه نشر تفاصيل دقيقة، بحسب تقارير هآرتس ووسائل إعلام أخرى، في ظل رقابة عسكرية مشددة على التغطية الإعلامية.
الغارات الإسرائيلية الجديدة
نفّذت قوات الاحتلال غارات جديدة استهدفت منشآت نووية وأمنية في طهران، خاصة مراكز إنتاج أجهزة الطرد المركزي، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، مع تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقف العمل دون تسجيل تسرب إشعاعي.
الخسائر البشرية والمادية
أعلنت وكالة “إرنا” الرسمية ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 639 قتيلًا خلال يومين، بينهم مدنيون، مع أكثر من 1300 جريح.
في الأراضي المحتلة، سجلت وسائل إعلام سقوط 24 قتيلًا و800 جريح جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، وسط عدم إعلان رسمي من جيش الاحتلال.
التصريحات الرسمية
علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران:
“لن نركع، وسنرد بكل الوسائل. أي تدخل خارجي سيوسّع رقعة المواجهة.”
بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي:
“العملية ستستمر حتى إزالة الخطر الإيراني عن المنطقة.”
علي بحريني، مندوب إيران في جنيف:
“إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا، فإن ردنا سيكون مباشرًا.”
أما عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليومين الماضيين تميزت تصريحاته بالتردد وعدم الحسم الواضح تجاه التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي. فقد أكد ترامب في عدة مناسبات أنه لا يسعى إلى الحرب، لكنه شدد على استعداده لاتخاذ إجراءات عسكرية إذا تطلب الأمر لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي. كما طالب إيران بالاستسلام غير المشروط، معتبراً أن الولايات المتحدة تملك السيطرة الكاملة على الأجواء الإيرانية. في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن ترامب أعطى موافقة مبدئية على خطط عسكرية ضد إيران، إلا أنه لم يصدر الأمر النهائي، مفضلاً مراقبة تحركات طهران قبل اتخاذ أي قرار حاسم.
تتواصل المواجهات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وسط تصعيد عسكري متواصل، وخسائر بشرية ومادية كبيرة من الطرفين، في ظل تعتيم إعلامي إسرائيلي يحد من معرفة حجم الأضرار الحقيقية. يظل الموقف الإقليمي والدولي متأرجحًا بين التوتر واحتمالات التصعيد الأكبر، مع ترقب لعوامل قد تغير مجرى الصراع في الأيام القادمة.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram