ردود فعل دولية متباينة على الحرب بين إيران وإسرائيل
فتاة سحلول – يلا سوريا
اندلعت مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، لتتجاوز حدود “حرب الظل” القديمة، وتضع المنطقة على شفا انفجار إقليمي غير مسبوق، هذا التصعيد المفاجئ والمكثّف دفع القوى الكبرى إلى التحرّك، كلٌّ وفق أجندته ومصالحه، فانبثقت خريطة معقدة من التحالفات والمواقف المتباينة بين واشنطن، موسكو، باريس، وبقية العواصم الغربية.
في هذا التقرير، نرصد ردود الفعل الدولية من اللاعبين الرئيسيين على هذا الصراع المتفجر، مستندين إلى مصادر موثوقة ومواقف رسمية صادرة عن حكومات الدول الكبرى ووكالات الأنباء العالمية.
روسيا: انتقادات شديدة وتحذير من كارثة نووية
وصفت روسيا الضربات الإسرائيلية بأنها “غير قانونية واستفزازية”، محذّرة من انزلاق العالم إلى “كارثة نووية على بُعد ميليمترات”، بحسب ما نقله موقع TIME عن الخارجية الروسية.
في مكالمة هاتفية نادرة، أصدر الرئيسان بوتين وشي جين بينغ بيانًا مشتركًا دعيا فيه إلى التهدئة والعودة إلى الحلول الدبلوماسية.
كما عرضت موسكو وساطة تشمل تخزين اليورانيوم الإيراني كمبادرة فنية لتخفيف التصعيد النووي.
الولايات المتحدة – إدارة ترمب بين الدعم والتحفّظ
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحفي أن إيران “تجاوزت كل الخطوط الحمراء”، وأنه قد يرد عسكريًا “إذا استُهدفت مصالح أميركا أو حلفائها”.
وقال ترمب: “الإيرانيون تواصلوا معنا وطلبوا التفاوض، لكني قلت: الوقت قد فات إسرائيل ستنتصر، ونحن معها.”
رغم ذلك، لم يعلن ترمب تدخلًا عسكريًا مباشرًا، بل اكتفى بإرسال حاملة الطائرات “USS Nimitz” وقوات دعم إلى الخليج، في رسالة ردع واضحة لطهران.
فرنسا: دعم دبلوماسي حذر وتحذير من التصعيد النووي
أيدت فرنسا حق إسرائيل في الدفاع، لكنها دعت في الوقت ذاته إلى ضبط النفس، محذّرة من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
الرئيس إيمانويل ماكرون دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعمل من خلال قنوات دبلوماسية، مشيرًا إلى “خطر زعزعة كامل لمنظومة الأمن العالمي”.
تعمل باريس مع ألمانيا والمملكة المتحدة على التحضير لمحادثات طارئة في جنيف تهدف إلى إعادة إحياء المسار الدبلوماسي النووي.
مواقف أوروبية وغربية متقاربة
أعلنت بريطانيا وألمانيا وكندا عن دعم “مشروط” لإسرائيل، محذّرين من التصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة إقليمية.
دعت الدول الأوروبية إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن، وطالبت بالوصول الفوري لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع المستهدفة في إيران.
أصدرت عدة دول تحذيرات سفر لمواطنيها في المنطقة، وأطلقت خطط إجلاء احتياطية من بعض العواصم الخليجية.
بين دعوات التهدئة، ودعم غير مشروط، وتحذيرات من “كارثة نووية وشيكة”، تتداخل المواقف الدولية في رقعة شطرنج جيوسياسية معقدة، حيث لا يبدو أن الأطراف قريبة من طاولة تفاوض حقيقية.
وبينما تُعبّر العواصم الغربية عن دعم متفاوت لإسرائيل، وتُلوّح موسكو وبكين بخيارات ردعية، يبقى الشرق الأوسط ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات.
وفي غياب تسوية جذرية تُنهي جذور الصراع بين طهران وتل أبيب، قد لا يكون هذا التصعيد سوى بداية فصل جديد من الفوضى الإقليمية التي تتجاوز حدود الجغرافيا، وتهدد بتغيير قواعد الاشتباك الدولية.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram