الجمعة 18 يوليو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

يُعد صاروخ “قدر H” من أبرز الصواريخ الباليستية التي طورتها إيران ضمن برنامجها العسكري، وهو مصمم لضرب أهداف على مسافات متوسطة تصل إلى نحو 2000 كيلومتر.

وقد أثار هذا الصاروخ الاهتمام بسبب تطويره المحلي واستخدامه المحتمل في سيناريوهات الردع الإقليمي.

مراحل التطوير:

تم تطوير صاروخ “قدر H” استنادًا إلى صاروخ “شهاب-3″، مع تحسينات تتعلق بالمدى ونظام التوجيه والدقة، وقد جرى الكشف عنه في تدريبات ومناورات عسكرية ضمن استعراضات للقوة.

ويهدف تصميمه إلى تحسين القدرة الإيرانية على تنفيذ ضربات في عمق الخصم، سواء في إطار الرد أو التهديد العسكري، معتمدًا على مدى يصل إلى 2000 كيلومتر تقريبًا.

يتكون الصاروخ من عدة أجزاء أساسية تشمل:

  • محرك الدفع: يعمل بالوقود السائل ويوفر الدفع اللازم للإقلاع.
  • خزانات الوقود والمؤكسد: تُستخدم لتخزين المواد الكيميائية اللازمة للاحتراق.
    •وحدة التوجيه: تعتمد على نظام ملاحة داخلي (القصور الذاتي).
    •الرأس الحربي: يزن حوالي 650 كغ، وغالبًا ما يكون تقليديًا (متفجرات شديدة الانفجار).

ويتمتع الصاروخ بهيكل انسيابي يسمح له بالتحليق لمسافات طويلة واختراق الغلاف الجوي بشكل فعّال.

آلية الإطلاق والعمل:

يُطلق “قدر H” من منصات متنقلة، ما يمنحه درجة من المرونة والمفاجأة، ومع أنه يستخدم وقودًا سائلًا، ما يتطلب وقتًا للإعداد قبل الإطلاق، إلا أن المنصة المتحركة تتيح نقله وإخفاءه في أماكن متعددة.

بعد الإطلاق، يسير الصاروخ في مسار منحني يعرف بالمسار الباليستي، حيث يصعد إلى ارتفاع كبير ثم ينقض بسرعة عالية نحو الهدف.

الاستخدام والتقييم:

وحتى الآن، لم يُستخدم الصاروخ على نطاق واسع في نزاعات فعلية، لكنه يظهر في التدريبات العسكرية كمؤشر على قدرة الرد أو الردع الاستراتيجي، ويُصنف “قدر H” كسلاح بعيد المدى نسبيًا، وهو مخصص لضرب أهداف عسكرية أو بنية تحتية استراتيجية ضمن مدى كبير، ما يجعله أداة ضغط في الأزمات.

التحديات الفنية:

رغم أن الصاروخ يحقق مدى واسعًا، إلا أن بعض التحديات تبقى قائمة، مثل اعتماد نظام الوقود السائل الذي يستغرق وقتًا في التعبئة، ما قد يعرّضه للخطر قبل الإطلاق، كما أن دقته أقل من بعض الصواريخ الحديثة التي تعتمد على أنظمة توجيه تعتمد على الأقمار الصناعية.

ومع ذلك، يبقى “قدر H” جزءًا من سياسة تطوير القدرات الذاتية لدى إيران.

ويمثل صاروخ “قدر H” أحد مكونات القوة الصاروخية الإيرانية التي تسعى طهران من خلالها إلى تعزيز قدراتها الاستراتيجية، وبينما لا يخلو من التحديات الفنية، فإن وجوده في المنظومة العسكرية يشير إلى تطور تقني نسبي واستخدامه المحتمل في إطار الردع، لا الهجوم المباشر.

ولطالما استخدمت إيران ترسانة أسلحتها بأعمال إرهابية هدّدت من خلالها دول الجوار وقبلها أمعنت إجرامًا بحق السوريين.