يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان
،أعلن زعيم “حزب العمال الكردستاني – PKK” عبد الله أوجلان، في ظهور مرئي هو الأول منذ 26 عاماً من داخل سجنه في تركيا، نهاية الكفاح المسلّح ضد الدولة التركية، داعياً إلى تبني السياسة الديمقراطية كخيار استراتيجي جديد.
ويُعد الإعلان المصوّر تحوّلًا عميقًا في مسار الحزب، ويأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تقلبات كبرى قد تعيد رسم ملامح الصراع المزمن.
وظهر أوجلان في تسجيل مصوّر نادر، بعد انقطاع دام أكثر من ربع قرن، متحدّثاً باللغة التركية، قائلاً: “زمن الكفاح المسلّح انتهى، وانتهى زمن حرب التحرير الوطنية”.
وشكّل هذا الظهور مفاجأة واسعة، خاصة أنه جاء بعد سنوات من العزلة التامة المفروضة عليه داخل سجنه في جزيرة إمرالي.
وأكّد أوجلان التزامه بتحوّل الحزب نحو العمل السياسي، قائلاً: “نؤمن اليوم بقوة السياسة والعمل الديمقراطي، لا بالسلاح”، داعياً أنصاره وكافة القوى الكردية إلى ترجمة هذه القناعة على أرض الواقع، عبر نبذ العنف والانخراط في مسار مدني طويل الأمد.
وتخلّى أوجلان عن المشروع “القومي التقليدي” حسب وصفه قائلاً: “بلغنا مرحلة تتطلب خطوات عملية وجادة، لقد انتهت استراتيجيتنا كحركة قائمة على مشروع قومي تقليدي”، موضحاً أن “PKK” لم يعد يسعى إلى إقامة دولة كردية مستقلة، بل يرى في الحلول الديمقراطية داخل الدولة التركية إطاراً أكثر واقعية.
ودعا البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة تُشرف على عملية سلام شاملة، تشمل نزعاً طوعياً للسلاح وإنشاء آليات للعدالة الانتقالية، مشيراً إلى أن “التطورات الإقليمية -في إشارة إلى الوضع في سوريا- تُبرز أهمية هذه الخطوة التاريخية”.
وكان قد سبق هذا الظهور إعلان من الحزب، في 12 أيار الماضي، بحلّ نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة أوجلان، وقد شكّل ذلك تمهيداً مباشراً لظهور الزعيم الكردي، الذي ما يزال يمثّل مرجعية رمزية وسياسية لكثير من أتباع الحركة.
من هو عبد الله أوجلان؟
يُحتجز عبد الله أوجلان، مؤسس “حزب العمال الكردستاني – PKK”، في سجن إمرالي، الواقع على جزيرة معزولة في بحر مرمرة، منذ اعتقاله في 15 شباط/فبراير 1999 خلال عملية نفذتها المخابرات التركية بالتعاون مع جهات دولية في العاصمة الكينية نيروبي.
وحُكم على أوجلان بالإعدام، قبل أن يُخفف الحكم إلى السجن المؤبد المشدد بعد إلغاء تركيا لعقوبة الإعدام عام 2002.
وظل أوجلان السجين الوحيد في الجزيرة لسنوات، ويخضع حتى اليوم لعزل مشدد وقيود صارمة على التواصل الخارجي.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram