الجمعة 18 يوليو 2025
مادة إعلانية

علاء ضاحي – يلا سوريا

في تطور ميداني بارز مساء يوم أمس الاثنين، نفذت إيران ضربة صاروخية محدودة استهدفت قواعد عسكرية أمريكية في الخليج العربي، وذلك ردًا على الهجمات التي تعرضت لها منشآت عسكرية تابعة لها خلال الأيام الماضية.

الضربة الإيرانية استهدفت بشكل رئيسي قاعدة “العديد” الجوية في قطر، وقاعدة “عين الأسد” غرب العراق، وبحسب بيانات رسمية، تم اعتراض أغلب الصواريخ الإيرانية من قبل منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والقطرية، دون تسجيل إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

تفاصيل العملية:

بلغ عدد الصواريخ بين 14 و19 صاروخًا باليستيًا أُطلقت من داخل إيران.

المواقع المستهدفة: قاعدة العديد (قطر)، وقاعدة عين الأسد (العراق).

نتائج الضربة: اعتراض 13 إلى 15 صاروخًا بنجاح؛ وسقوط المتبقي في محيط القواعد دون إصابات.

توقيت الضربة: قبيل الفجر، بالتزامن مع إغلاق مؤقت للمجال الجوي الخليجي.

إشعار مسبق: طهران أبلغت الجانب القطري قبل الضربة، ما أتاح تفعيل الدفاعات الجوية وإخلاء المواقع المستهدفة.

إيران:
الحرس الثوري الإيراني أعلن أن العملية “محدودة ومتوازنة”، وقال إن “الرد جاء بحجم العدوان”. وأضاف البيان: “لن نتوانى عن الرد على أي عدوان جديد، وسنعتبر الوجود الأمريكي في المنطقة هدفًا مشروعًا إن تكرر التصعيد”.

قطر:
وصفت وزارة الخارجية القطرية الهجوم بأنه “انتهاك للسيادة الوطنية”، وأكدت أنها سترد دبلوماسيًا بما يتناسب مع حجم التطور الأمني، مشيرة إلى أن التنسيق مع الحلفاء مستمر لضمان أمن واستقرار البلاد.

دول مجلس التعاون الخليجي:
السعودية، الإمارات، البحرين، والكويت أدانت الهجوم الإيراني، وعبّرت عن تضامنها مع قطر، مؤكدة أن “استهداف القواعد العسكرية على أراضي دول المجلس يهدد أمن الخليج بأكمله”.

الولايات المتحدة الأمريكية:
وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن “القوات الأمريكية لم تُصب بأذى”، وأشارت إلى أن الهجوم “لم يحقق أي نتائج عسكرية مؤثرة”. وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن “الرد الأمريكي قيد التقييم”.

في تصريح نشره عبر منصة “تروث سوشيال”، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:

“لقد تم التوصل إلى اتفاق كامل ونهائي بين إيران وإسرائيل على وقف شامل لإطلاق النار. أهنئ كلا الطرفين على الشجاعة والذكاء لإنهاء ما يجب تسميته بحرب الأيام الاثني عشر”.

وأضاف ترامب:
“نشكر إيران على إشعارها المسبق، وهو ما أتاح لنا حماية قواتنا وعدم وقوع إصابات. الضربة كانت محدودة، وتم تجاوزها بنجاح”.

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار سيبدأ خلال 24 ساعة، مؤكدًا أنه “يشجع جميع الأطراف على الحفاظ على التهدئة والانتقال إلى السلام والاستقرار”.

ختاماً

مع تبادل الضربات وانخفاض سقف التصعيد، جاء الإعلان المفاجئ من ترامب عن انتهاء “حرب الأيام الـ12” ليشكّل مفترق طريق في مشهد إقليمي مشحون. ومع شكر أمريكي رسمي لطهران على الإبلاغ المسبق، يفتح هذا التطور باب التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين إيران والغرب، وما إذا كان هذا الإعلان بداية لمرحلة تهدئة… أم هدنة مؤقتة قبل عاصفة جديدة.

اقرأ المزيد

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

يُعد صاروخ “قدر H” من أبرز الصواريخ الباليستية التي طورتها إيران ضمن برنامجها العسكري، وهو مصمم لضرب أهداف على مسافات متوسطة تصل إلى نحو 2000 كيلومتر.

وقد أثار هذا الصاروخ الاهتمام بسبب تطويره المحلي واستخدامه المحتمل في سيناريوهات الردع الإقليمي.

مراحل التطوير:

تم تطوير صاروخ “قدر H” استنادًا إلى صاروخ “شهاب-3″، مع تحسينات تتعلق بالمدى ونظام التوجيه والدقة، وقد جرى الكشف عنه في تدريبات ومناورات عسكرية ضمن استعراضات للقوة.

ويهدف تصميمه إلى تحسين القدرة الإيرانية على تنفيذ ضربات في عمق الخصم، سواء في إطار الرد أو التهديد العسكري، معتمدًا على مدى يصل إلى 2000 كيلومتر تقريبًا.

يتكون الصاروخ من عدة أجزاء أساسية تشمل:

  • محرك الدفع: يعمل بالوقود السائل ويوفر الدفع اللازم للإقلاع.
  • خزانات الوقود والمؤكسد: تُستخدم لتخزين المواد الكيميائية اللازمة للاحتراق.
    •وحدة التوجيه: تعتمد على نظام ملاحة داخلي (القصور الذاتي).
    •الرأس الحربي: يزن حوالي 650 كغ، وغالبًا ما يكون تقليديًا (متفجرات شديدة الانفجار).

ويتمتع الصاروخ بهيكل انسيابي يسمح له بالتحليق لمسافات طويلة واختراق الغلاف الجوي بشكل فعّال.

آلية الإطلاق والعمل:

يُطلق “قدر H” من منصات متنقلة، ما يمنحه درجة من المرونة والمفاجأة، ومع أنه يستخدم وقودًا سائلًا، ما يتطلب وقتًا للإعداد قبل الإطلاق، إلا أن المنصة المتحركة تتيح نقله وإخفاءه في أماكن متعددة.

بعد الإطلاق، يسير الصاروخ في مسار منحني يعرف بالمسار الباليستي، حيث يصعد إلى ارتفاع كبير ثم ينقض بسرعة عالية نحو الهدف.

الاستخدام والتقييم:

وحتى الآن، لم يُستخدم الصاروخ على نطاق واسع في نزاعات فعلية، لكنه يظهر في التدريبات العسكرية كمؤشر على قدرة الرد أو الردع الاستراتيجي، ويُصنف “قدر H” كسلاح بعيد المدى نسبيًا، وهو مخصص لضرب أهداف عسكرية أو بنية تحتية استراتيجية ضمن مدى كبير، ما يجعله أداة ضغط في الأزمات.

التحديات الفنية:

رغم أن الصاروخ يحقق مدى واسعًا، إلا أن بعض التحديات تبقى قائمة، مثل اعتماد نظام الوقود السائل الذي يستغرق وقتًا في التعبئة، ما قد يعرّضه للخطر قبل الإطلاق، كما أن دقته أقل من بعض الصواريخ الحديثة التي تعتمد على أنظمة توجيه تعتمد على الأقمار الصناعية.

ومع ذلك، يبقى “قدر H” جزءًا من سياسة تطوير القدرات الذاتية لدى إيران.

ويمثل صاروخ “قدر H” أحد مكونات القوة الصاروخية الإيرانية التي تسعى طهران من خلالها إلى تعزيز قدراتها الاستراتيجية، وبينما لا يخلو من التحديات الفنية، فإن وجوده في المنظومة العسكرية يشير إلى تطور تقني نسبي واستخدامه المحتمل في إطار الردع، لا الهجوم المباشر.

ولطالما استخدمت إيران ترسانة أسلحتها بأعمال إرهابية هدّدت من خلالها دول الجوار وقبلها أمعنت إجرامًا بحق السوريين.

اقرأ المزيد

فتاة سحلول – يلا سوريا

طُرحت تساؤلات ملحّة حول سلامة المنشآت النووية الإيرانية، بعد الضربة التي استهدفت موقع فوردو النووي وبينما تسارع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنفي وجود أي نشاط إشعاعي، يُحذّر خبراء من احتمالات كارثية في حال حدوث تسرب فعلي للمواد المشعة، مؤكدين أن الخطر لا يعرف حدودًا جغرافية، ولا يوقفه البحر.

هل يوجد تسرّب إشعاعي بعد قصف فوردو؟

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عدم تسجيل أي مؤشرات على تسرّب إشعاعي من موقع فوردو بعد القصف الأخير، وهو ما أكدته أيضًا إيران، التي أعلنت أنها أخلت الموقع مسبقًا، ونقلت المواد الحساسة إلى أماكن أكثر أمانًا.

يُعزز هذا السيناريو ما قاله العميد زاهر الساكت، مدير مركز توثيق الكيماوي السوري، في ورقة بحثية نشرها مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الهجوم لم يؤدِّ إلى أي تسرب إشعاعي لأن المواد النووية لم تكن موجودة في الموقع أو كانت مؤمّنة بدقة.

ما الضرر الذي قد يصيب دول الخليج وسوريا في حال تدمير المفاعلات النووية الإيرانية؟

لا يقتصر الضرر المحتمل في حال تدمير المفاعلات النووية الإيرانية على حدود إيران، بل يتعداها ليشكل تهديدًا مباشرًا لدول الخليج العربي، وربما سوريا وبلدان المشرق العربي أيضًا.

ويشير العميد زاهر الساكت مدير مركز توثيق الكيماوي السوري إلى أن السحب الإشعاعية تنتقل جويًا مع الرياح، وقد تصل إلى مسافة تتجاوز 400 كيلومتر، ما يجعل الكويت، السعودية، قطر، الإمارات، وسوريا عرضة لمخاطر كبيرة.

من أبرز الأضرار المحتملة:
-تلوث الهواء بجسيمات مشعة تسبب أمراضًا تنفسية وسرطانية.
-تلوث المياه البحرية، مع خطر انتقال الإشعاع عبر الكائنات البحرية إلى الإنسان.
-تأثر التربة والزراعة، خصوصًا في المناطق القريبة من الخليج.
-نزوح سكاني محتمل من مناطق التلوث.
-تداعيات اقتصادية تطال قطاعات النفط والموانئ والصحة.

ويؤكد الساكت أن البحر لا يشكّل عائقًا أمام الإشعاع، بل قد يكون ناقلًا إضافيًا له عبر المياه، وأن الخطر مضاعف في ظل ضعف خطط الطوارئ البيئية في أغلب دول المنطقة.

هل المواد المنقولة قابلة لصناعة قنبلة نووية؟

الإجابة باختصار: نعم، تقنيًا.
المواد التي تحدّثت إيران عن نقلها، وفق مصادر غير رسمية، هي يورانيوم مخصب بنسبة 60%، وهو ما يُعتبر قريبًا جدًا من مستوى “درجة السلاح” (90%).

ويشرح العميد الساكت أن عملية تحويل هذا النوع من اليورانيوم إلى قنبلة تمر عبر مراحل رئيسية:

  1. استكمال التخصيب إلى 90%.
  2. تحويل الغاز إلى شكل معدني للوصول إلى “الكتلة الحرجة”.
  3. تصميم آلية التفجير النووي.

ورغم أن إيران لم تعلن رسميًا نيتها تصنيع سلاح نووي، إلا أن تقدمها في برنامج التخصيب يثير مخاوف حقيقية على المستوى الإقليمي والدولي.

كيف نقلت إيران المواد النووية؟

وفق تحليل العميد الساكت والمصادر التقنية:
النقل تم بريًا عبر شاحنات محمية، مزوّدة بحاويات مغلفة بطبقات رصاص، لتقليل خطر الإشعاع.

المواد المُخصبة في حالتها الغازية تُعدّ سهلة النقل نسبيًا مقارنةً بالوقود الصلب أو المعدني.

اللافت أن تحركات ضخمة للآليات حول مواقع حساسة لوحظت قبل 48 ساعة فقط من القصف، ما يعزز احتمال النقل السريع والاستباقي للمواد.

كارثة محتملة في ظل فراغ استراتيجي

ما يجعل السيناريو أكثر خطورة ليس فقط وجود مواد مشعة قريبة من دول مكتظة بالسكان، بل افتقار المنطقة إلى بنية حقيقية للاستجابة النووية الطارئة لا توجد أنظمة إنذار مبكر فعّالة، ولا غرف عمليات بيئية متصلة بشبكات رقابة دولية، وغالبية السكان لا يدركون ما يجب فعله في حال التعرض للإشعاع.

يتساءل العميد زاهر الساكت في دراسته:
“لماذا لا توجد خطة طوارئ خليجية مشتركة؟ ولماذا يُبنى مفاعل حساس كـ«شيراز» قرب دول الخليج، دون أي ضمانات أمنية أو شفافية دولية؟”

الفراغ الاستراتيجي هذا يُعد ثغرة كارثية في منظومة الردع، ويجعل ملايين العرب رهائن في معادلة نووية لا يتحكمون بها، ولا يشاركون حتى في مراقبتها.

هذا الغياب للتخطيط، كما يصفه الساكت، قد يجعل حربًا في إيران تتحوّل إلى كارثة في الخليج وسوريا، لا عبر الصواريخ، بل عبر سحابة لا تُرى بالعين، لكن آثارها تبقى لعقود.

كيف يمكن الوقاية؟

-الوقاية لا تكون عبر الملاجئ كما يعتقد البعض، بل عبر:
-الرصد المبكر للإشعاع في الجو والمياه.
-توزيع أقراص اليود على السكان.
-تنفيذ خطط إخلاء مدروسة تُوجّه الناس إلى مناطق أكثر أمانًا.
-التعاون الإقليمي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوحيد الجهود الخليجية.

في الختام…

رغم الضمانات الرسمية، فإن القلق الشعبي والخبراتي لا يمكن تجاهله فالتاريخ أثبت أن التعامل مع الطاقة النووية في مناطق النزاع هو لعب بالنار، وقد يكون الثمن هذه المرة صحة الملايين.
الورقة البحثية للعميد الساكت توجه جرس إنذار حقيقي:
“لسنا بعيدين عن الخطر… المسافة 400 كيلومتر فقط.”

اقرأ المزيد

علاء ضاحي – يلا سوريا

في خطوة مفاجئة قد تُشعل الشرق الأوسط، شنت الولايات المتحدة الأميركية فجر اليوم سلسلة ضربات جوية مكثفة على مواقع نووية إيرانية رئيسية، شملت منشآت “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”. العملية التي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها “ساحقة وناجحة بالكامل”، تفتح باب تصعيد غير مسبوق في المنطقة.

قنابل الأعماق تفتح فجرًا جديدًا للنزاع

نفذت الطائرات الأميركية من طراز B‑2 Spirit الضربة في تمام الساعة 2:30 فجرًا بتوقيت إيران، مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU‑57A/B، المعروفة بقدرتها على اختراق التحصينات الخرسانية العميقة.

الاستهداف جاء بعد مؤشرات استخباراتية أميركية عن تسريع إيران عمليات تخصيب اليورانيوم وتخزين أجهزة الطرد المركزي.

تفاصيل الضربات: دكّ الأعماق في ثلاث مدن إيرانية

وفق مصادر في البنتاغون، استهدفت العملية:

فوردو: المنشأة المحصنة تحت الأرض جنوب غرب طهران، تعرضت لأعنف ضربة.

نطنز: موقع تخصيب رئيسي، تعرّض لقصف مركّز.

أصفهان: منشأة يُعتقد أنها مخزن لأجهزة الطرد المركزي المتطورة.

المصادر العسكرية أكدت استخدام قنابل خارقة للتحصينات، بعضها بوزن يفوق 14 طنًا، مما أدّى إلى دمار واسع النطاق.

تصريحات دونالد ترامب: “فوردو اختفت… وسنضرب مجددًا إذا لزم الأمر”

في بيان مقتضب على منصة “Truth Social”، قال ترامب:

“نفذنا المهمة بدقة وجدارة ،فوردو انتهت، على إيران أن تدرك أن الزمن تغير. السلام أو الدمار الشامل، الخيار بيدهم.”

وأضاف:
“منشآتهم لم تعد سرّية. كل ما تحت الأرض ليس آمنًا بعد الآن.”

رد إيران: التهديد بالتصعيد النووي

في أول رد رسمي، نقل التلفزيون الإيراني عن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف تهديدًا مباشرًا:

“إذا استمرت هذه الاعتداءات، فإن طهران لن تبقى مقيّدة وسنراجع موقفنا النووي بالكامل، بما في ذلك التوجه نحو السلاح النووي.”

كما صرّح السياسي الإيراني البارز علي لاريجاني عبر الإعلام الرسمي:

“أميركا والاحتلال الإسرائيلي سيواجهان عواقب وخيمة… إذا قُصِفَت إيران، فكل شيء مطروح على الطاولة.”

وأعلنت السلطات الإيرانية أنه لم يتم تسجيل تسرب إشعاعي في المواقع المستهدفة، لكن أضرارًا هيكلية بالغة لحقت بالمنشآت.

الاحتلال الإسرائيلي يعلّق: نتنياهو يبارك العملية ويهدد طهران

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن دعم حكومته الكامل للعملية الأميركية، قائلاً:

“الرد الأميركي كان ضروريًا ومتأخرًا. إيران هي تهديد وجودي، وعلينا مواصلة الضغط حتى تتخلى عن أحلامها النووية.”

كما لمح إلى إمكانية مشاركة تل أبيب في عمليات مستقبلية، بالقول:

“لن ننتظر العالم يتحرك… إذا اقتربت إيران من القنبلة، سنكون أول من يتحرك.”

خلفية النزاع: من الاتفاق النووي إلى الضربات الصاروخية

بدأ التصعيد بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وما تبعه من عمليات تخريب وغموض في البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن توتر مستمر في مياه الخليج، واغتيالات عديدة استهدفت علماء إيرانيين.

العملية الأميركية تعتبر الأكبر منذ غزو العراق عام 2003، وقد تمهد لسيناريوهات مفتوحة، منها ردود عسكرية إيرانية أو تصعيد إقليمي يشمل العراق وسوريا ولبنان.

الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية تمثل نقطة تحوّل مفصلية، مع تهديد إيران بالرد، ودعم إسرائيلي مباشر، وصمت دولي حتى الآن.
فهل نحن على أعتاب حرب جديدة؟ أم أن الضغوط ستقود إلى طاولة المفاوضات من جديد؟
الشرق الأوسط ينتظر لحظة الحقيقة.

اقرأ المزيد

فتاة سحلول – يلا سوريا

اندلعت مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، لتتجاوز حدود “حرب الظل” القديمة، وتضع المنطقة على شفا انفجار إقليمي غير مسبوق، هذا التصعيد المفاجئ والمكثّف دفع القوى الكبرى إلى التحرّك، كلٌّ وفق أجندته ومصالحه، فانبثقت خريطة معقدة من التحالفات والمواقف المتباينة بين واشنطن، موسكو، باريس، وبقية العواصم الغربية.

في هذا التقرير، نرصد ردود الفعل الدولية من اللاعبين الرئيسيين على هذا الصراع المتفجر، مستندين إلى مصادر موثوقة ومواقف رسمية صادرة عن حكومات الدول الكبرى ووكالات الأنباء العالمية.

روسيا: انتقادات شديدة وتحذير من كارثة نووية

وصفت روسيا الضربات الإسرائيلية بأنها “غير قانونية واستفزازية”، محذّرة من انزلاق العالم إلى “كارثة نووية على بُعد ميليمترات”، بحسب ما نقله موقع TIME عن الخارجية الروسية.

في مكالمة هاتفية نادرة، أصدر الرئيسان بوتين وشي جين بينغ بيانًا مشتركًا دعيا فيه إلى التهدئة والعودة إلى الحلول الدبلوماسية.

كما عرضت موسكو وساطة تشمل تخزين اليورانيوم الإيراني كمبادرة فنية لتخفيف التصعيد النووي.

الولايات المتحدة – إدارة ترمب بين الدعم والتحفّظ

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحفي أن إيران “تجاوزت كل الخطوط الحمراء”، وأنه قد يرد عسكريًا “إذا استُهدفت مصالح أميركا أو حلفائها”.

وقال ترمب: “الإيرانيون تواصلوا معنا وطلبوا التفاوض، لكني قلت: الوقت قد فات إسرائيل ستنتصر، ونحن معها.”

رغم ذلك، لم يعلن ترمب تدخلًا عسكريًا مباشرًا، بل اكتفى بإرسال حاملة الطائرات “USS Nimitz” وقوات دعم إلى الخليج، في رسالة ردع واضحة لطهران.

فرنسا: دعم دبلوماسي حذر وتحذير من التصعيد النووي

أيدت فرنسا حق إسرائيل في الدفاع، لكنها دعت في الوقت ذاته إلى ضبط النفس، محذّرة من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

الرئيس إيمانويل ماكرون دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعمل من خلال قنوات دبلوماسية، مشيرًا إلى “خطر زعزعة كامل لمنظومة الأمن العالمي”.

تعمل باريس مع ألمانيا والمملكة المتحدة على التحضير لمحادثات طارئة في جنيف تهدف إلى إعادة إحياء المسار الدبلوماسي النووي.

مواقف أوروبية وغربية متقاربة

أعلنت بريطانيا وألمانيا وكندا عن دعم “مشروط” لإسرائيل، محذّرين من التصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة إقليمية.

دعت الدول الأوروبية إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن، وطالبت بالوصول الفوري لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع المستهدفة في إيران.

أصدرت عدة دول تحذيرات سفر لمواطنيها في المنطقة، وأطلقت خطط إجلاء احتياطية من بعض العواصم الخليجية.

بين دعوات التهدئة، ودعم غير مشروط، وتحذيرات من “كارثة نووية وشيكة”، تتداخل المواقف الدولية في رقعة شطرنج جيوسياسية معقدة، حيث لا يبدو أن الأطراف قريبة من طاولة تفاوض حقيقية.

وبينما تُعبّر العواصم الغربية عن دعم متفاوت لإسرائيل، وتُلوّح موسكو وبكين بخيارات ردعية، يبقى الشرق الأوسط ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات.

وفي غياب تسوية جذرية تُنهي جذور الصراع بين طهران وتل أبيب، قد لا يكون هذا التصعيد سوى بداية فصل جديد من الفوضى الإقليمية التي تتجاوز حدود الجغرافيا، وتهدد بتغيير قواعد الاشتباك الدولية.

اقرأ المزيد

علاء ضاحي – يلا سوريا

شهدت الساحتان الإيرانية والإسرائيلية خلال يومي 17 و18 حزيران 2025 تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مع تبادل مكثف للغارات الجوية والهجمات الصاروخية والاغتيالات النوعية، في ظل تعتيم إعلامي إسرائيلي حول الخسائر الحقيقية، ما يزيد من الضبابية على تطورات الميدان.

أحداث 17 يونيو:

العمليات العسكرية من جانب الاحتلال الإسرائيلي

شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مركزة على عدة مواقع داخل إيران، استهدفت مراكز قيادة عسكرية وأمنية في العاصمة طهران ومحيطها، إضافة إلى منشآت عسكرية في كرمانشاه، كاشان، وقم.

أسفرت هذه الغارات عن اغتيال الجنرال علي شادماني، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.

كما تم استهداف مستودعات أسلحة ومنشآت صواريخ، تسببت بتدمير واسع للبنية التحتية العسكرية، خاصة قرب منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو.

في كرمانشاه، أدت انفجارات إلى مقتل عدة ضباط من الحرس الثوري في تفجير استهدف مركبة عسكرية.

الرد الإيراني الميداني

أطلقت إيران صواريخ باليستية عدة باتجاه قواعد إسرائيلية في جنوب الأراضي المحتلة، إضافة إلى طائرات مسيرة مسلحة صوب مناطق حدودية في شمال فلسطين المحتلة.

أسفرت الهجمات الإيرانية عن أضرار مادية محدودة حسب بيانات رسمية، لكنها تزامنت مع تحذيرات من تصعيد أوسع إذا استمرت الغارات الإسرائيلية.

الخسائر والدمار

نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر محلية أن القتلى جراء الغارات الإسرائيلية بلغوا نحو 263 قتيلًا بينهم مدنيون، مع أكثر من 600 جريح.

تسببت الغارات في دمار منشآت نووية ومدنية، ووفقًا لوكالة الطاقة الذرية، تضررت مواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي في فوردو.

شهدت طهران نزوح آلاف المدنيين باتجاه الشمال، مع انقطاعات في الكهرباء والاتصالات.

أحداث 18 يونيو:

الرد الصاروخي الإيراني المكثف

أطلقت إيران أكثر من 100 صاروخ باليستي وطائرات مسيرة باتجاه عدة مدن في الأراضي المحتلة، شملت تل أبيب، حيفا، عسقلان، والقدس المحتلة، ما تسبب بسماع دوي انفجارات كبيرة وتدمير مادي في بعض المواقع.

التعتيم الإعلامي الإسرائيلي

فرض الاحتلال تعتيمًا إعلاميًا صارمًا على حجم الخسائر والدمار، منع فيه نشر تفاصيل دقيقة، بحسب تقارير هآرتس ووسائل إعلام أخرى، في ظل رقابة عسكرية مشددة على التغطية الإعلامية.

الغارات الإسرائيلية الجديدة

نفّذت قوات الاحتلال غارات جديدة استهدفت منشآت نووية وأمنية في طهران، خاصة مراكز إنتاج أجهزة الطرد المركزي، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، مع تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقف العمل دون تسجيل تسرب إشعاعي.

الخسائر البشرية والمادية

أعلنت وكالة “إرنا” الرسمية ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 639 قتيلًا خلال يومين، بينهم مدنيون، مع أكثر من 1300 جريح.

في الأراضي المحتلة، سجلت وسائل إعلام سقوط 24 قتيلًا و800 جريح جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، وسط عدم إعلان رسمي من جيش الاحتلال.

التصريحات الرسمية

علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران:
“لن نركع، وسنرد بكل الوسائل. أي تدخل خارجي سيوسّع رقعة المواجهة.”

بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي:
“العملية ستستمر حتى إزالة الخطر الإيراني عن المنطقة.”

علي بحريني، مندوب إيران في جنيف:
“إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا، فإن ردنا سيكون مباشرًا.”

أما عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليومين الماضيين تميزت تصريحاته بالتردد وعدم الحسم الواضح تجاه التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي. فقد أكد ترامب في عدة مناسبات أنه لا يسعى إلى الحرب، لكنه شدد على استعداده لاتخاذ إجراءات عسكرية إذا تطلب الأمر لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي. كما طالب إيران بالاستسلام غير المشروط، معتبراً أن الولايات المتحدة تملك السيطرة الكاملة على الأجواء الإيرانية. في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن ترامب أعطى موافقة مبدئية على خطط عسكرية ضد إيران، إلا أنه لم يصدر الأمر النهائي، مفضلاً مراقبة تحركات طهران قبل اتخاذ أي قرار حاسم.

تتواصل المواجهات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وسط تصعيد عسكري متواصل، وخسائر بشرية ومادية كبيرة من الطرفين، في ظل تعتيم إعلامي إسرائيلي يحد من معرفة حجم الأضرار الحقيقية. يظل الموقف الإقليمي والدولي متأرجحًا بين التوتر واحتمالات التصعيد الأكبر، مع ترقب لعوامل قد تغير مجرى الصراع في الأيام القادمة.

اقرأ المزيد