يلا سوريا- بدر المنلا
حذيفة ياسر العرجي، شاعر سوري من مواليد حمص 1988، حاصل على بكالوريوس بالأدب العربي.
ترجمت بعض قصائد العرجي إلى لغات أخرى، وقرّر بعضها ضمن مناهج التعليم في عدد من البلدان العربية.
يعتبر العرجي من طليعة الشعراء المعاصرين، وذاعت له الكثير من القصائد، من أبرزها “ما لم يقله المتنبي” و”رثاء تأخر عن وقته قرنًا كاملًا – حصن الإسلام الأخير”، وقصيدة “على نَبِرة”.
وصدر للشاعر العرجي عدة دواوين، من أبرزها “قاتلك الحب، تمكنت منك، حين اشتعلتا أمطرت، كلنا في الحب أطفال يتامى”.
وصدر للعرجي كذلك ديوان “أخاديد” وكتاب “أ ب ت في الأدب والفكر والحياة”، ورواية “سجلات الشر ـ جرائم النوم واليقظة”.
والتقت يلا سوريا مع الشاعر العرجي وكان بينهما اللقاء التالي:
هل تفكر بالقارئ؟
أُفكر بنفسي لا بالآخرين، إذا صدقتُ في الكتابة عن نفسي فسأُجيد، وإن أجدتُ فسوف أطرق أبواب الجميع شاؤوا أم أبوا، وشئتُ أنا أم أبيت، لأننا جميعاً نملك معاناةً إنسانيةً مشتركة، لا بدّ أن تتقاطع طرقاتي الشخصية بطرقات الكثيرين.
2- ما هو الباب الذي تفتحه لك القصيدة عند لقائك بها في مُنحدر اللغة؟ أهو باب الذكرى؟ أم باب الحنين؟ أم أنها تفح لك باباً على أشياءَ متفرّقة.. نريد أن نعرف كيفَ تلجُ القصيدةَ ومن أيّ أبوابها تدخُل؟
الصحيح أنني أنا من يُفتّحُ الأبواب للقصيدة، ولا أقول أنا من يَفتَح، بل من يُفتّح دلالةً على كثرة فتح الأبواب، والمحاولات دائمةٌ لا تنقطع من أجل إغراء القصيدة أن تدخل عليّ من أيّ بابٍ شاءت، ومتى وكيفما شاءت، فالقصيدة يا عزيزي هي بلقيس، وبكل أسف ليس بوسع الشاعر دائماً أن يكون سليمان! فهي إذن لا تنحني إلا لمن ينحني لها، وليست كالنساء تركض خلفَ من يتجاهلُها، بل إنها تُقبلُ على من يُقبلُ عليها وتُعرض عمّن يُعرض.
3- ما نوع الشعر المفضل لديك؟
الشعر كلّه مفضّل لدي، لا فرق عندي بين نوع وآخر، مادام الشعر شعراً فهو مفضل ومقدم على غيره من الأصناف الأدبية.
4- ما هو دافعك للكتابة، وهل وافقت بدايتُها بدايَتك؟ نريد أن تعلم متى بدأتم أستاذ حذيفة بالكتابة؟ وما هي قصتكم مع كتابة الشعر؟
هناك الكثير من الدوافع، ولذلك المتتبع لشعري يجد أنني لم أكن يوماً من الأيام مقتصراً على لونٍ شعريٍّ واحد، بل إنني أحاولُ ابتكار إقليمٍ شعريٍّ يضمّ جميع أنواع الزهور، ولا يكون زائرهُ ضجراً أمام نوعٍ أو نوعين، وعلى ذلك ما زلتُ أسير.
وهنا يحضرني قول الفرنسي بودلير، يقول: حين بدأت الكتابة أدركت أنّ شعراء مشهورين تقاسموا منذ أمدٍ بعيد أكثر الأقاليم إزدهاراً في المجال الشعريّ.
أمّا قصتي مع الشعر فهذا سؤال استغرق من نزار قباني كتاباً كاملاً، فكيف لي أن أجيب عليه أنا ببضع كلمات.. ولكن سأحاول اختار الإجابة بأن أقول: لي معَ الشعر في كلّ يومٍ ألف قصةٍ وقصّة.
5- المرأة في قصائدك، تحدثتَ عنها مرّات، وتحدثت بلسانها مرّاتٍ أخرى، ما الذي يدفعك لأن تكتب قصيدةً بلسان المرأة، في حين أنّ الفضاء الشعري مليء بالشاعرات؟
أن يكون الفضاءُ الشعريّ مليئاً بالشاعراتِ لا يعني بالضرورة أنّهن استطعن التعبير عن المرأة، وهذا يأخذنا لمربع آخر وهو “حجم موهبة الشاعرات في الوطن العربي” وأنا شخصياً أحمل الود للجميع، أمّا الإيمان بمواهبنّ فحتى اللحظة يؤسفني أنني لم أجد تلك الشاعرة التي أؤمن بموهبتها، قد يرى البعض هذا مبالغةً مني، ولكنني أقوله بصدقٍ واعتقاد،ولعلّه الدافع الأكبر لكتابتي بلسان المرأة، ونجاحي المتتالي في محاولاتي التعبير عن المرأة بلسانها هو دليل على أنه لم تستطع شاعرةٌ اليوم أن تنجح في ذلك، وإلا فما الذي يدفع النساء إلى تناقل وحفظ شعري الذي كتبتهُ بالنيابة عنهن أكثر بكثير مما يتناقلن أو يحفظن شعر الشاعرات؟
6- ألا تشعر بالإحباط في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها؟ ألا تشعر بالتعب من كتابة الشعر؟
الشعرُ حَطُبهُ الإحباط ووقودهُ اليأسُ والتعب.. وفي تلك اللحظة التي تشعر بها أنك تتنفسُ من ثُقب إبرة، تمنحك القصيدةُ نافذةً مطّلةً على نهر بردى.
7- بالعودة للوراء.. من كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟
البيت الشعري الأول في حياتي والذي كان مكسوراً، فشطرٌ منه من البحر الكامل والشطر الثاني من البحر البسيط.. هذا البيت هو الذي اكتشفني.
9- لو لم تكن شاعرا فماذا كنتَ تتمنى أن تكون؟
لو لم أكن شاعراً لتمنيت أن أكونَ بيتاً من الشعر.. لا أتمنى أن أخرج من هذه الدائرة التي لم أكن أتوقع أنني سأكون داخلها يوماً من الأيام.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram