الأحد 7 ديسمبر 2025
مادة إعلانية

في لحظات التحولات الكبرى، كالتي شهدتها سورية قبل حوالي عام، تتكئ المدن والأحياء على خيطٍ دقيق اسمه الثقة، ويبرز دور الأفراد ولجان الأحياء كحارسٍ أول لهذا الخيط.. وما جرى في حي المزة 86 بقلب العاصمة دمشق له قصة جديرة بأن تروى، لأنها تقول ببساطة إنّ الحوار السريع، وكبح الشائعات، وتغليب العقل على الانفعال، قادرةٌ على تحويل ساعات الاضطراب إلى درسٍ في التعافي والسلم الأهلي.
أحمد علي – لجين الخطيب

مع سقوط السلطة السورية نهاية العام الماضي، شهدت بعض أحياء دمشق ارتباكاً أمنياً ومحاولات اعتداء وتهجير طالت سكاناً من خلفيات دينية محددة على أيدي مسلحين مجهولين، وهنا بدت الحاجة ملحّة إلى فعل منظم تقوده لجان الأحياء والأفراد والسلطات معاً، فقد نجحت مبادرات في مناطق، وتعثر غيرها، بينما قدّم حي المزة 86 نموذجاً عملياً لخفض التوتر وحماية الاستقرار في زمن انتقالي شديد الحساسية.

اختلافٌ لا يفسد للودّ قضية: المزة 86 برواية خالد

يُجسّد خالد زلف، ابن حماة والمقيم في المزة 86 منذ نحو سبعة وعشرين عاماً، معنى أن تكون إنساناً أولاً، يصف جو الحي ما بعد سقوط السلطة السابقة بالجيّد، وبأنه لم يواجه فيه شخصياً أي حادثة تعصّب طائفي طوال إقامته، فيما يشير إلى مبادرة إنسانية انطلقت عقب التغيّر السياسي لدعم عائلات من الساحل تضرّرت إثر الأحداث الدامية في آذار/مارس من العام الجاري 2025، وشاركت فيها جميع الفئات على حدّ تعبيره.
يرى خالد أن استقرار المزة 86 يرتكز على تعايشٍ قديمٍ سبق التحوّل السياسي، وعلى دور واضح للشيوخ والوجهاء في الحي بتهدئة النفوس، واحتضان الحالة الصعبة، ويؤكد أن صداقاته تضمّ أناساً من مكوّنات دينية متعدّدة، وأن الاختلاف السياسي لم يفسد روابط المودة، إذ بقيت اللغة اليومية بين الجيران قائمة على الاحترام والنجدة المتبادلة.. «سأقول لكم ما لم يقله غيري، الفقرُ هو الذي جعل الناسَ يلجؤون إلى هذا المكان منذ عقود (كانت المنازل من الخشب في الثمانينيات)، وهو ما يوحِّد أحوالَ الناس هنا ويمنحهم هويةً محدّدة؛ فجميعُهم مغتربون عن أهلهم في المحافظات الأخرى، وبديلُ غيابِ أهلِهم وقراهم ومناطقهم كان جيرانَهم في الحي…».
برأي خالد، كان التعويض النفسي والاجتماعي لأهالي الحي عبر الجوار؛ إذ تعارف الناس وتحابّوا، ونشأت بينهم علاقاتٌ إنسانية تجاوزت الطائفةَ والدينَ والعرق. ويروي خالد قصةً ظلّ أثرها طويلاً في ذاكرته: اختُطف في المرحلة الابتدائية بدافع السرقة لامتلاك عائلته محلاً صغيراً للألبسة. وعند عودته، وجد الجيران ينتظرونه بقلق عند باب البناء. عدّ خالد هذا الموقف لحظة إنسانية مكثفة قالت له إن روابط الحي أعمق من أي تصنيفات، وإن الجيرة قادرة على ترميم الشروخ حين تتسع.
وختم حديثه بالقول إن هذا التنوّع في الحي، والذي تكرّس بصورة متزايدة ما بعد سقوط سلطة الأسد من وجهة نظره؛ حين يُدار بحكمة وبوعي، يتحول إلى مصدر مناعة وقوة للحي، لا إلى سبب هشاشة أو ضعف أو توتر ومشاكل.

وفد الساعات الأولى: حوارٌ قوّض الأرتال العسكرية!

بالتوازي، تحدّث لنا أحد وجهاء حي المزة 86، وهو الشيخ علي محمود علي/أبو أحمد، الذي يسكن الحي منذ أكثر من ثلاثين عاماً عن واقع الحي وما حدث فيه بعد سقوط سلطة الأسد. قال لنا: “إن لحظة الاضطراب الأولى شهدت مظاهرة غير منظمة تأثراً بحادثة الاعتداء على أحد المقامات الدينية الخاصة المرتبطة بالطائفة العلوية في حلب (مقام الحسين بن حمدان الخصيبي)”.
ومع تنامي القلق من تفاقم التوتر والاصطدام مع الأحياء المجاورة، تشكّل خلال ساعات وفد محلي للتواصل المباشر مع الجهات المختصة، وأكّد لنا أن: «الحوار الهادئ وتحديد المطالب بدقة ساهما في تهدئة الأوضاع وانسحاب الأرتال العسكرية من محيط الحي».
بالتوازي، بيّن لنا العضو في لجنة وجهاء الحي أن اللجنة أطلقت مبادرة لتسليم السلاح طوعاً للجهات المعنية حفاظاً على الهدوء ومنع الاحتكاك، وهذه التجربة، بحسب السيد أبو أحمد، أبرزت أن صوت العقل حين يُدعم بخطوات عملية يسبق الانفعالات، وأن المبادرة السريعة من شخصيات مسموعة داخل المجتمع المحلي قادرة على احتواء التوتر قبل تفاقمه.
إدارة الشائعات والخوف
لم تتوقف المهمة عند التواصل الرسمي، فعملت اللجنة وأهالي الحي على ضبط الشائعات، وتوجيه الخطاب العام نحو المسؤولية، مع متابعة مستمرة لمنع تسييس بعض التطورات والتصعيد.
وأمام حالة كهذه، ينبغي القول إن السلم الأهلي تحوّل في حي المزة 86 من شعار عام إلى ممارسة يومية: نبرة في مجلس، منشور مسؤول على وسائل التواصل، ووساطة حكيمة بين طرفين قبل أن يتسع الشرخ.
يَعتبر وجهاء الحي وأهله أن دور الأفراد ولجان الأحياء لا يلغي دور جهاز الدولة أو السلطات؛ بل يُكمله، وأن الشراكة المطلوبة في زمن انتقالي تقوم على سرعة الاستجابة، والحياد، وبناء الثقة بين جميع المكونات الاجتماعية.
فالسلطة تضمن الإطار القانوني، وتؤمّن قنوات تواصل شفافة، وتدعم مبادرات الوساطة المدنية، فيما يوفر المجتمع المحلي شبكة إنذار مبكر للتوترات، وخبرات ميدانية دقيقة بطبيعة الحي وخصوصياته.
ويتطلب هذا التلاقي تدريباً للميسّرين المحليين على أدوات حل النزاعات، ومسارات واضحة لتوثيق الانتهاكات الفردية أياً كان مرتكبها، وإجراءات حماية للشهود، إضافةً إلى برامج خدمة مجتمعية تعيد تعريف «القوة» باعتبارها مسؤولية عامة لا غلبة.
وكل ذلك يرسّخ فكرة المواطنة الجامعة التي لا تُختزل في الانتماءات الضيقة ولا تتجاهلها، بل تنظمها ضمن عقد اجتماعي جديد.

أن نهدأ، أن نصغي، أن نمد اليد للآخر..

لا يكتمل السلم الأهلي بلا قواعد واضحة وفق من تحدثنا معهم. فالمطلوب تشريعات انتقالية تُجرّم التحريض والكراهية، وتُسرّع آليات التقاضي، وتضمن العدالة بعيداً عن العقاب الجمعي، والعدالة هنا ليست انتقاماً، بل صونٌ للحق العام وحمايةٌ لحقوق الأفراد، مع مساحات للعدالة التصالحية حيثما أمكن، توازناً بين الذاكرة والقدرة على العيش معاً.
كما أن الشفافية في إعلان الإجراءات، ونشر تقارير دورية عن الاستجابة للشكاوى، يعزّزان الثقة ويحدّان من الفراغ الذي تتغذى منه الشائعة.
ختاماً، تعكس صورة المزة 86 اليوم خلاصةً عن قوة حسن الجوار في حل المشكلات وردم الهوة الناشئة بفعل الهزات السياسية، لكن الطريق إلى الاستقرار يبدأ من الأسرة ومن البيت وفق خالد ومن صوت الحكمة والعقل في الحي وفق رأي الشيخ أبو أحمد.
وبالمجمل، لا تُصنع الطمأنينة بقرار واحد في المراحل الانتقالية والحساسة كالتي تشهدها البلاد الآن، بل بآلاف القرارات الصغيرة التي يتخذها الناس كل يوم: أن نهدأ، أن نصغي، أن نمد اليد للآخر قبل أن ترتفع الأصوات.. فهكذا يُصان السلم الأهلي، وهكذا يُكتب مستقبلٌ أرحب لسورية وأحيائها.

السلم الأهلي تحوّل في حي المزة 86 من شعار عام إلى ممارسة يومية

هذا التقرير أعدّه الصحفي أحمد علي والصحفية لجين الخطيب ضمن مشروع ينفذه المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، بدعم من منظمة اليونيسكو وبإشراف الأستاذة ميس قات، وهو يعبّر عن رأي كاتبه/كاتبته فقط

designations employed and the presentation of material throughout this [publication/book/report/article/video] do not imply the expression of any opinion whatsoever on the part of UNESCO concerning the legal status of any country, territory, city or area or of its authorities, or concerning the delimitation of its frontiers or boundaries. The author(s) are responsible for the choice and presentation of the facts contained in this document and for the opinions expressed therein, which are not necessarily those of UNESCO and do not commit the Organization. This article was produced with the support of UNESCO/IPDC

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

تفتح تحقيقات الجهاز المركزي للرقابة المالية نافذة جديدة على حجم الفساد الذي تراكم عبر سنوات النظام البائد، بعد رصد تجاوزات واسعة في عدد من فروع المؤسسة السورية للحبوب، تجاوزت قيمتها الإجمالية ستة مليارات ليرة سورية، ما يعكس عمق الخلل الإداري والمالي الذي كان سائداً آنذاك.

ورصدت تقارير الجهاز مخالفات واضحة في فرع المؤسسة بحلب، تُرجمت باستيفاء رسوم وأجوري عتالة وفق الأسعار القديمة، رغم صدور قرارات رسمية من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تفرض رفع تلك الأجور، ما أسفر عن خسارة مالية بلغت نحو مليار ومئة مليون ليرة سورية نتيجة الفارق بين التعرفة المعتمدة والمطبقة فعلياً.

وتكشف التحقيقات أيضاً عن عجز ضخم في مخزون الأقماح الطرية لدى فرع القامشلي، حيث أظهر التدقيق نقصاً يصل إلى 870 ألف طن، وهو رقم استثنائي يعكس خللاً خطيراً في إدارة المخازن، وتُقدر قيمة هذا العجز بنحو خمسة مليارات ليرة سورية، ليشكّل واحداً من أبرز ملفات الهدر التي ظهرتي خلال عمليات التدقيق الجارية.

وسجلت لجان الرقابة مخالفات جديدة في محافظة حماة، وتحديداً في فرن السقيلبية، بعد اكتشاف نقص في كميات الخميرة المخصصة للإنتاج، إلى جانب فقدان 1300 ليتر من مادة المازوت، وبلغت قيمة الخسائر الناجمة عن هذه التجاوزات حوالي 54 مليون ليرة سورية، ما يسلط الضوء على غياب الرقابة اليومية في واحد من القطاعات الأكثر حساسية للمواطنين.

ويعزز الجهاز المركزي للرقابة المالية حضوره الرقابي من خلال نشر تقارير مصوّرة أسبوعية على منصاته الرسمية، بهدف إبراز ما يتم كشفه من ملفات وضمان اطلاع الرأي العام على سير عمليات مكافحة الفساد التي تطال مؤسسات حيوية.

ويعرض الجهاز في تقرير مصور نُشر مؤخراً مخالفات كبيرة في عقود التشغيل والاستثمار بمحطات توليد الطاقة الكهربائية خلال فترة النظام البائد، وما نتج عنها من أضرار مالية تضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي يجري توثيقها تباعاً.

وتبرز هذه المعطيات الحاجة لمواصلة العمل الرقابي حتى استكمال جميع الملفات، وترسيخ ثقافة المحاسبة كخطوة أساسية لحماية المال العام، ووضع أسس إدارة أكثر نزاهة وشفافية في المستقبل.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

أعلنت النيابة العامة في النمسا توجيه اتهامات رسمية إلى مسؤولين أمنيين سابقين في النظام البائد، هما العميد خالد الحلبي رئيس فرع أمن الدولة في الرقة سابقاً، والمقدم مصعب أبو ركبة المسؤول عن مكتب التحقيق الجنائي، وذلك على خلفية ارتكاب انتهاكات جسيمة وممنهجة بحق معتقلين سوريين خلال الأعوام 2011 إلى 2013. وجاء هذا التطور بعد تحقيقات امتدت لأكثر من عقد كامل بمشاركة ناجين سوريين ومنظمات حقوقية، في واحدة من أبرز قضايا العدالة العابرة للحدود في أوروبا. وأكدت النيابة العامة أن الضابطين متهمان بممارسة التعذيب الوحشي والعنف الجسدي والاعتداءات الجنسية بحق معتقلين مدنيين، مشيرة إلى تحديد هوية 21 ضحية حتى الآن.

وكشفت التحقيقات أن المتهمين دخلا الأراضي النمساوية عام 2015 وطلبا اللجوء باعتبارهما ضحايا حرب، قبل أن يتعرف عليهما ناجون كانوا محتجزين سابقاً في الأفرع الأمنية ذاتها التي عملا فيها. ويبرز من بين هؤلاء الشهود محمد الحاج، ابن مدينة الرقة، الذي أدى دوراً محورياً في كشف هوية الضابطين. ويروي الحاج أنه اعتُقل عام 2012 من أحد مقاهي المدينة بطريقة تعسفية، ونُقل مباشرة إلى فرع أمن الدولة حيث تعرض لتعذيب قاسٍ شمل الضرب والصعق بالكهرباء والتعليق لفترات طويلة، وهي الانتهاكات التي طابقت ما وثقته منظمات دولية حول سجون النظام البائد. ويؤكد أن التحقيق معه كان يجري بإشراف مباشر من خالد الحلبي، الذي بقي مجهول الهوية داخل المعتقل بسبب تعصيب أعين الضحايا، إلا أن صوته ظل عالقاً في ذاكرته.

خرج الحاج من المعتقل بعد دفع مبالغ مالية وكتابة تعهد بعدم المشاركة في أي نشاط معارض، ثم عمل متطوعاً مع الهلال الأحمر القطري قبل خروجه من سوريا عام 2014 ووصوله إلى النمسا في السنة نفسها. وبعد أيام من وصوله فوجئ برؤية الضابط مصعب أبو ركبة في أحد مراكز اللجوء، وهو المعروف في الرقة بدوره في قمع الحراك السلمي. وبعد التأكد من هويته تقدم الحاج بدعوى قضائية ضده، لتكشف التحقيقات لاحقاً أن الحلبي موجود كذلك في النمسا بعدما دخل أوروبا عبر فرنسا، وسط تقارير عن ارتباطات محتملة له مع جهات استخباراتية أجنبية.

وشهدت القضية متابعة دقيقة من المحامي أسيد الموسى الذي ساعد في توثيق الشهادات وجمع الأدلة والتنسيق مع محامين ومنظمات حقوقية، ما أسهم في بناء ملف قضائي متكامل عززته شهادات أكثر من 21 ناجياً. وتؤكد النيابة العامة أن المحاكمة مستمرة ضمن إطار الولاية القضائية العالمية التي تتيح ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب خارج الحدود.

ويأمل محمد الحاج ومعه العديد من السوريين أن تمثل هذه المحاكمة خطوة نحو كشف مصير المعتقلين والمفقودين وإنصاف الضحايا، قائلاً إن ما يبحث عنه السوريون هو الحقيقة والعدالة التي تحفظ كرامتهم بعد سنوات طويلة من المعاناة.

اقرأ المزيد

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

أفاد موقع “المونيتور” الأمريكي، بأنّ الإدارة الأمريكية وعدداً من المنظمات في واشنطن، تتحرك بجدية لإقناع الكونغرس بإلغاء “قانون قيصر” وإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا.

وأوضح الموقع نقلاً عن مساعد بارز في الكونغرس، أنّ “المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والخزانة أوصلوا رسالة واضحة إلى النواب والمشرعين، بأنّ الموقف الرسمي للإدارة هو الإلغاء الكامل والنهائي لقانون قيصر”.

وذكر مصدر آخر في الكونغرس، أنّ المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “توم باراك”، أجرى خلال الأسابيع الماضية اتصالات بعدد من كبار المشرعين الجمهوريين، لحثّهم على تأييد إلغاء القانون.

وبيّن الموقع، أنّ حملة الإلغاء جمعت ائتلافاً غير متوقّع من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مشيراً إلى أنّ السيناتور “جين شاهين” (عن ولاية نيوهامبشاير) والنائب الجمهوري “جوث ويلسون” (عن ولاية كارولاينا الجنوبية)، كانا في طليعة الداعمين لهذه الجهود، إلى جانب جماعات مناصرة أمريكية سورية، كانت قد أيدت القانون عند صدوره، وتعمل الآن على إلغائه.

ونقل الموقع عن “معاذ مصطفى” المدير التنفيذي لـ “قوة مهام الطوارئ السورية”، قوله إنّ “الجميع، بدءاً من قيصر نفسه وحتى عائلات الضحايا في صور قيصر، يطالبون بإلغاء قانون قيصر”.

وأشار التقرير إلى أنّ قيادة مجلس النواب الأمريكي بدأت خلال الأيام الماضية استطلاع مواقف الأعضاء حول الإلغاء، تمهيداً لإدراج القرار ضمن مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني، متوقعاً صدور القرار قريباً. وبعد إقرار المجلسين للمشروع النهائي، سيُرفع إلى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للتوقيع عليه قبل نهاية العام.

وكان ترامب قد أعلن في 13 أيار الماضي، رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكداً أنّ إدارته “اتخذت الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات مع دمشق”، موضحاً أنّ إلغاء القانون الذي أُقر عام 2019 على خلفية الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق السوريين، يتطلب مصادقة مجلسي الشيوخ والنواب.

يُذكر أنّ غرفة التجارة الأمريكية دعت أيضاً إلى إنهاء “قانون قيصر لحماية المدنيين” بشكل كامل ودائم، معتبرةً أنّه “بعد سقوط النظام البائد وتسلّم الحكومة السورية الجديدة الحكم، لم يعد القانون يحقق أهدافه”.

وفي العاشر من الشهر الجاري، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح إلغاء “قانون قيصر”، ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني.

اقرأ المزيد

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

تمكّن فرع المباحث الجنائية في دمشق، من توقيف ثلاثة أشخاص بعد تورطهم بالاعتداء على عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية، داخل مكتب العمادة في منطقة المزة بالعاصمة.

وأوضحت وزارة الداخلية عبر قناتها على “تلغرام” أن الموقوفين وهم: “ع. ع”، “ح. ع”، و“ح. و”، أقرّوا خلال التحقيقات بارتكابهم الاعتداء المسلح، بعد أن دخلوا إلى المكتب مهددين الحاضرين بالسلاح، نتيجة خلاف سابق يتعلق برسالة الدكتوراه الخاصة بشقيقتهم، معتبرةً أن ما قاموا به يُعد انتهاكاً واضحاً للقوانين والأنظمة الجامعية.

وأضافت الوزارة أنه تم إعداد الضبط اللازم وفق الأصول القانونية، على أن يُحال الموقوفون إلى المحامي العام بدمشق، لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم.

وشدّد فرع المباحث الجنائية على أن أي اعتداء يستهدف المؤسسات التعليمية أو كوادرها الأكاديمية يُعد تجاوزاً خطيراً، وسيُواجه بحزم وصرامة استناداً إلى أحكام القانون.

من جانبه، استنكر وزير التعليم العالي والبحث العلمي “مروان الحلبي” الحادثة، معتبراً أنها “تصرف لا يمت بصلة إلى القيم الأكاديمية والإنسانية، ولا إلى تقاليد المؤسسات التعليمية السورية التي كانت وستبقى منارات علم ووطنية”، مؤكداً أنه لن يُسمح بأي شكل من الأشكال بالمساس بحرمة الجامعات أو أمن كوادرها.

اقرأ المزيد

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

استعاد مرفأ اللاذقية نشاطه الملاحـي والتجاري بكامل طاقته الاستيعابية، للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، في خطوة تعكس تعافي الاقتصاد السوري وعودة الثقة بالمرافئ الوطنية، كمراكز رئيسية للنقل البحري والتجارة الإقليمية.

وذكر مدير العلاقات العامة في المرفأ “علي عدرة” في تصريح لمراسلة “سانا”، أن الأرصفة جميعها تعمل بأقصى طاقتها، إذ استقبل المرفأ منذ بداية العام أكثر من 350 باخرة محملة بالبضائع العامة والحاويات، بإجمالي حمولات تجاوزت مليوني طن.

وبيّن عدرة أن هذا النشاط المتسارع يعود إلى التسهيلات المقدمة للمخلصين الجمركيين والوكلاء والتجار، إلى جانب خطة التطوير التي شملت رفع كفاءة التشغيل، وتطبيق نظام الأتمتة، وصيانة الرافعات، وتحديث محطة الحاويات.

من جانبه، أشار “عبد الله العال” الضابط الأول على متن إحدى السفن التجارية، إلى أن إجراءات الدخول والتفتيش شهدت تحسناً ملحوظاً، موضحاً أن التنسيق مع ضباط أمن الرصيف أسهم في تسريع العمل وحل المشكلات، ما انعكس على رفع مستوى الأمان والسلامة مقارنة بالسنوات السابقة.

كما أوضح رئيس دائرة تناول البضائع في المرفأ “عصام جدعان”، أن المرفأ يشهد عمليات تفريغ منتظمة لبضائع متنوعة مثل القمح والذرة العلفية والشعير والإسمنت والخشب، لافتاً إلى تطوير إجراءات العمل لتقليص زمن المعاملات وتعزيز التكامل بين فرق التشغيل، إضافة إلى تحسين شروط السلامة المهنية عبر تجهيز المستودعات وصيانة الروافع وتوفير أدوات الحماية للعمال.

ويأتي هذا التطور في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة المرافئ السورية، كمنافذ بحرية استراتيجية تسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني، وتوسيع نطاق التبادل التجاري مع دول المنطقة والعالم.

اقرأ المزيد