الجمعة 18 يوليو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – بدر المنلا

يعيش في عمق الصحراء السورية، وعلى أطراف الخريطة المنسية، عشرات الآلاف من النساء والأطفال في مخيم الهول تحت خيام لا تقي حرّ الصيف ولا قسوة الشتاء.

ورغم مرور سنوات على انتهاء المعارك، لا يزال المخيم يعجّ بالمآسي ويغيب عنه الحد الأدنى من مقومات الحياة.

في هذا التقرير، تنقل “يلا سوريا” شهادة حصرية من موظف أممي عمل داخل المخيم، يكشف فيها واقعًا صادمًا عن الإهمال، والتهميش، والخطر الذي قد يتفجّر في أية لحظة.

هذه ليست حكاية لاجئين فقط

في لقاء حصري لفريق “يلا سوريا”، كشف موظف في الأمم المتحدة “طلب عدم الكشف عن اسمه” عن صورة قاتمة للواقع الإنساني في مخيم الهول شمال شرق سوريا، واصفًا إياه بأنه “أقرب إلى معتقل مفتوح، حيث لا كرامة ولا خدمات إنسانية، وحيث يولد التطرف على وقع الإهمال والتهميش”.

خيام لا تقي حرًّا ولا بردًا

يضم المخيم، وفق ما صرّح به المصدر، قراية 29،300 شخص حالياً يقيمون في خيم بدائية منذ عام 2017، في منطقة ترتفع فيها درجات الحرارة صيفًا إلى 58 درجة مئوية، وتنخفض شتاءً إلى -2.

وأضاف: “هذه الخيام لا تقي من حرّ الصيف ولا برد الصحراء، ولا تليق بالحياة الآدمية بأي شكل من الأشكال.”

مياه مسمومة وخدمات صحية معدومة

رغم تأكيد الأمم المتحدة أن مياه المخيم صالحة للشرب، روى الموظف تجربة شخصية تكشف عكس ذلك:
“في عام 2019، عرض عليّ أحد سكان المخيم تذوّق الماء الذي يشربونه، وباحترام تذوقته، كان الطعم مرّاً بشكل لا يُطاق، وهذه هي المياه التي يشربونها يومياً، وقد سُجّلت حالات تسمم بسببها.”

وعن الوضع الصحي، قال: “الطبيب الوحيد هو طبيب عام، والأدوية تقتصر على المسكنات العامة، بغض النظر عن طبيعة المرض.”

تجهيل ممنهج وواقع خطير

أشار المصدر إلى غياب التعليم بشكل شبه تام، واصفاً الأمر بـ”التجهيل المقصود”، في وقت وصل فيه عدد سكان المخيم عام 2019 إلى نحو 74,700 شخص، بينهم أكثر من 11,400 أجنبي من دول غربية، و40,000 عراقي، و32,000 سوري.

وأكد أن كل من يدخل المخيم يُجرد من أوراقه الثبوتية، ولا يُمنح سوى بطاقة لاستلام المساعدات.

وأضاف: “نحن أمام كارثة، طفل دخل المخيم عام 2017 بات اليوم شاباً في الثامنة عشرة، بلا تعليم، وبلا أفق هذا محيط مثالي لتوليد التطرف.”

انعدام سيطرة أممية وسلطة مطلقة لـ”قسد”

وحمّل الموظف المسؤولية لقوات “قسد” التي تدير المخيم، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة “لا تملك أي سلطة حقيقية، ولا حتى أدوات ضغط”، بل وصفها بأنها مغيبة بالكامل.

وقال: “المخيم يشبه ما كان عليه مخيم الركبان، الذي تسبب بفشل كلوي جماعي ومآسً صحية قبل تفكيكه. نخشى أن يكون الهول قنبلة موقوتة.”

تمييز فاضح… ومواقف محمية

روى الموظف مشهداً لافتاً: “في إحدى المرات، رُكّبت مظلات عند مواقف سيارات موظفي الأمم المتحدة لحمايتها من الشمس، بينما كان المرضى يقفون ساعات تحت الشمس أمام المستوصف الطبي بلا أي حماية.”

إعلام مغيّب وأمهات مقهورات

وذكر أن وسائل الإعلام ممنوعة من دخول المخيم إلا بموافقة قوات “قسد”، في محاولة لعزل الواقع عن الرأي العام.

كما تحدّث عن نساء أجنبيات من بلجيكا وفرنسا وهولندا طالبن بإعادتهن إلى بلدانهن لمحاكمتهن هناك، لأن وضع المخيم “أصعب من السجن”.

وقال: “إحداهن أوقفتني وطلبت دواء لطفلها المصاب بجراحة مفتوحة، تحدثت إليها المديرة وتبيّن أنها طبيبة تتحدث الفرنسية والإنجليزية…
هؤلاء الضحايا لا يجب التعامل معهم كمجرمين.”

خروج بطيء وقرارات دولية معلقة

وفق المعلومات التي حصلنا عليها، يبلغ عدد سكان المخيم حالياً 29,300 شخص، وتم خلال الأسبوع الماضي فقط خروج 42 عائلة سورية إلى مدينة حلب، و236 عائلة عراقية إلى بلادهم.
لكنّ خروج الأجانب شبه متوقف، والقرار مرهون بموقف حكوماتهم، التي يتعيّن عليهم التواصل معها عبر السفارات.

أما بالنسبة للسوريين، فتتم آلية الخروج بعد التسجيل داخل المخيم، فيما تتكفل الإدارة بتأمين المواصلات، إلا أن العملية قد تستغرق ما يقارب السنة بسبب ضيق الإمكانيات، وعدم توفر سكن أو عمل للكثير من العائدين.

في الوقت الحالي، تُعطى الأولوية للحالات المرضية الحرجة، حيث يُصار إلى إخراجها نظراً لعدم توفر العلاج داخل المخيم.

لا برامج إدماج حتى اللحظة

أكّد الموظف أن برامج إعادة الإدماج داخل المخيم “غير موجودة تماماً”، رغم وجود خطة لإطلاق هذه البرامج في مناطق العودة، والتي لم تُفعّل حتى اليوم.

واقترح وضع خطة وطنية شاملة تبدأ بإنشاء مراكز استقبال مؤقتة تحفظ كرامة الإنسان، وتشمل برامج تعليم، دعم نفسي، توعية، ومحو أمية، لتسهيل اندماج سكان المخيم في مجتمعاتهم الأصلية.

وأضاف: “دون ذلك، سيبقى الخوف متبادلاً بين المجتمع والنازحين، وسنكون أمام قنبلة اجتماعية جاهزة للانفجار.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – فتاة سحلول

توصلت قوات سوريا الديموقراطية مع الحكومة السورية الجديدة لاتفاق يقضي بإجلاء مواطنين سوريين من مخيم الهول الصحراوي، الذي يؤوي عشرات آلاف الأشخاص.

وأكد شيخ موس أحمد، مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية، أنه تم التوصل إلى “آلية مشتركة” لإعادة العائلات من المخيم، عقب اجتماع ضم مسؤولين محليين وممثلين عن الحكومة في دمشق ووفدًا من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ونفى أحمد وجود أي نقاش حول تسليم إدارة المخيم إلى دمشق في الوقت القريب، مؤكدًا أن هذه المسألة لم تُطرح خلال الاجتماعات.

ويضم مخيم الهول، حسب إحصاءات أممية، نحو 50 ألف شخص حتى منتصف 2023، معظمهم من الجنسية السورية والعراقية وأجانب يشتبه بارتباطهم بتنظيم داعش.

وعاد نحو 9,000 عراقي إلى بلادهم منذ 2021، وانخفض عدد السكان بعد أن تجاوز 60 ألفًا عام 2021 بسبب جهود الإعادة والدمج.

ويُعد مخيم الهول في شمال شرق سوريا من أكثر المخيمات خطورة على الصعيدين الإنساني والأمني، إذ يعيش فيه عشرات الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بتنظيم داعش في أوضاع مأساوية، وسط نقص في الخدمات الأساسية، في وقت تبقى فيه جهود الإعادة إلى الوطن محدودة والتحديات مستمرة.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – رنيم سيد سليمان

أعلنت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” تنفيذ عملية أمنية في بلدة “الشحيل” بريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن إلقاء القبض على عنصرين من تنظيم “داعش”، يُخططان لهجمات تهدد أمن واستقرار المنطقة.

وصرّح المتحدث باسم الأسايش أن “العملية جاءت بعد رصد دقيق لتحركات مشبوهة، وتمت مداهمة أحد المنازل التي كان يتحصن فيها العنصران، دون وقوع أي اشتباكات أو خسائر بشرية”.

وأضاف المتحدث: “العنصران كانا ينشطان ضمن خلايا نائمة للتنظيم، وكانا يخططان لتنفيذ عمليات تستهدف القوات الأمنية والمدنيين”.

وتشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي، خصوصاً بلدات (الشحيل والبصيرة وذيبان)، عودة متقطعة لخلايا تابعة لتنظيم “داعش”، بعد غياب دام لسنوات.

ويستغل التنظيم هشاشة الوضع الأمني والتعقيدات العشائرية لزرع خلاياه واستهداف قوى الأمن ومؤسسات الإدارة الذاتية.

وتأتي هذه العملية أثر ملاحقة عناصر التنظيم المتورطين، وضمن التنسيق القائم بين “قسد” والتحالف الدولي.

اقرأ المزيد

في خطوة جديدة ضمن جهود إعادة مواطنيها من مخيم الهول السوري، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، اليوم الأربعاء، عن استكمال ترحيل 681 شخصاً من النساء والأطفال، يمثلون 168 أسرة، إلى الأراضي العراقية.

استمرار عمليات الإعادة والتأهيل

ووفقاً لتصريحات المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، فإن هذه الدفعة هي الرابعة والعشرون ضمن سلسلة عمليات إعادة الأسر العراقية المرتبطة بمقاتلي تنظيم داعش السابقين.

وكانت الدفعة السابقة قد وصلت إلى العراق في 12 مارس الماضي، بينما لا يزال المخيم يضم نحو 16 ألف شخص من العوائل العراقية.يقع مخيم الهول في شمال شرق سوريا، تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لكن من المتوقع أن يتم تسليمه قريباً إلى الحكومة السورية وفقاً لاتفاقيات سابقة.

إعادة الدمج ضمن استراتيجية طويلة الأمد

حتى الآن، أعادت السلطات العراقية أكثر من ثلاثة آلاف أسرة، أي ما يقارب 13 ألف شخص، من المخيم إلى البلاد، ويخضع هؤلاء لبرامج إعادة تأهيل داخل مخيم الجدعة في محافظة نينوى، قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية في مختلف المحافظات العراقية، في إطار استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمني.

اقرأ المزيد

الحسكة|| الحكومة العراقية تكشف أعداد مواطنيها القاطنين في مخيم الهول

كشفت الحكومة العراقية أن نحو 16 ألفاً من مواطنيها لا يزالون في مخيم “الهول” الذي تديره (قسد) بريف الحسكة شمال شرقي سوريا.

وأوضح المسؤول في مستشارية الأمن القومي العراقية “علي عبد الله”، أن “الهول” يضم جنسيات متعددة، لكن تركيز السلطات المعنية بالجانب الإنساني والأمني ينصب على العراقيين، البالغ عددهم نحو 16 ألفاً في المخيم.

وأضاف المسؤول أن “هناك جهودًا لاستعادة العراقيين، وعلى الدول الأخرى إعادة رعاياها، نظراً لأن استمرار وجودهم في المخيم يشكل تهديداً لأمن المنطقة”، وفق “وكالة الأنباء العراقية” (واع).

وتحدث عبد الله أن عمليات إعادة العراقيين من مخيم “الهول” مستمرة، لافتاً إلى أن مخيم “الجدعة” يستقبل أعداداً كبيرة من العائدين، ويتم العمل على تسهيل إدماجهم وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.

اقرأ المزيد

كشف الكاتب والإعلامي السوري أحمد الهواس الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الجزيرة السورية، ومقدار الفوائد التي قد تعود على الدولة السورية عقب توقيع اتفاق دمج قوات سوريا الديموقراطية بمؤسسات الدولة السورية.

وقال هواس إن مناطق الجزيرة التي تضم محافظات دير الزور والرقة والحسكة، تشكل حوالي 41% من المساحة الإجمالية لسوريا.

وأضاف الكاتب السوري أن إنتاج النفط في مناطق الجزيرة يقدر بحوالي 600 ألف برميل نفط يوميًّا، بعد إعادة تأهيل قطاع النفط.

كما تمتلك الجزيرة حوالي 80% من إنتاج الغاز والفوسفات في سوريا، و100% من الملح الصخري، ونحو 80% من المياه العذبة.

وتتركز الزراعات الاستراتيجية وعلى رأسها “القمح القاسي” وهو أجود أنواع القمح في العالم، ويزرع في مناطق واسعة على مياه الأمطار.

وتنتج مناطق الجزيرة كذلك الشعير، فضلًا عن القطن الذي كان يشكل حجر أساس الاقتصاد السوري، إضافة إلى بقية المزروعات من الخضار والثمار.

وتحوز الجزيرة السورية على أجود أنواع الأغنام في المنطقة والعالم.

ووقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، يوم أمس الإثنين، اتفاقًا يقضي بدمج “قسد” ضمن مؤسسات الدولة السورية.

وخرج آلاف السوريين عقب إعلان القرار في كافة المحافظات السورية، للتعبير عن فرحهم بالقرار الذي من شأنه أن يؤدي إلى توحيد البقاع السورية وخضوعها تحت سلطة حكومة موحدة.

اقرأ المزيد