السبت 3 مايو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – سارة المرعي

أصبحت إدارة الحياة اليومية وتوفير المقومات المعيشية تحديًّا كبيراً يواجهه المواطنون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانونها، نتيجة الحرب والعقوبات الاقتصادية وتدهور قيمة الليرة السورية.

وأصبح المواطن مع تفاقم الأزمات يواجه تحديات يومية تتعلق بتأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، الماء، الكهرباء، الوقود، وحتى الدواء.

وتعتمد الكثير من العائلات السورية على المؤن المنزلية لتخزين المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق، القمح، الأرز، السكر، والمعلبات.

كما يتم تجفيف الخضار والفواكه في الصيف لاستخدامها في الشتاء.

وفي ظل هذا الظروف الإقتصادية والمعيشية يقتني المواطنون حاجاتهم من المحال “على الدفتر” (بالدين)في ظل ارتفاع الأسعار، ويسددون لاحقًا عند توفر المال، والتي تكون غالباً عبر الحوالات الخارجية أو من راتب شهري لا يغطي الاحتياجات الأساسية.

كما انتشرت الصناعات اليدوية في المنزل، كصنع الصابون، المربى، اللبن، والخبز لتقليل المصاريف، كما بدأت عدة عوائل إلى الاعتماد على الزراعة المنزلية الصغيرة مثل زراعة الخضروات في الحدائق المنزلية أو على أسطح المنازل، و هذا أدى إلى مساعدتهم في تقليل تكاليف الطعام ويوفر لهم بعض الاحتياجات الأساسية.

وزادت الصعوبات بالانقطاع المتكرر للكهرباء الذي يصل إلى قرابة الـ 20 ساعة يومياً، وهذا أدى إلى لجوء كثير من الناس إلى الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء رغم كلفتها العالية نسبياً.

و يعاني العديد من السوريين من انقطاع المياه بشكل دوري، ما دفعهم إلى تخزين المياه في خزانات كبيرة، أو شراء المياه من الصهاريج، وهي تكلفة إضافية تزيد من العبء المالي على الأهالي.

بسبب ارتفاع أسعار الوقود، اعتمد المواطنون على تقليل تحركاتهم اليومية وتوفير الوقود للمهمات الضرورية فقط، مع استخدام وسائل نقل (السرافيس، الباصات) الأكثر استخداماً وأقل كلفة رغم اكتظاظها وعدم انتظامها.

ارتفاع الأسعار في سوريا من أبرز التحديات الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن السوري، حيث أصبح عبئاً يومياً يثقل كاهل الأسر ويزيد من معاناتهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

إن معالجة هذه المشكلة تتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية لتحقيق استقرار اقتصادي وتحسين الظروف المعيشية، ليتمكن المواطن السوري من العيش بكرامة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها.