الأحد 8 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

شهد قطاع التعليم في زمن النظام البائد تراجعًا وانهيارًا كبيرًا، حيث كان أسير ما يسمى التربية الوطنية وشعارات تمجيد حزب البعث.

وبعد سقوط النظام، باتت الدولة الآن أمام فرصة كبيرة ، لانتشاله والنهوض به من جديد.

ارتبطت جودة التدريس براتب المدرّس بشكل كبير، حتى أصبح مترديًا ومتسيبًا في المدارس الحكومية السورية، في ظلِّ غياب المتابعة والتزام المدرّسين، مع عدم قدرة الأهالي على إعطاء أبنائهم “الدروس الخصوصية”.

قالت “أم محمد” ٤١ سنة أم ل٤ أطفال : “نعاني من ظروف اقتصادية صعبة، بالتزامن مع غلاء الأسعار، والدمار الهائل الذي أصاب المدارس هيكلاً وبُنياناً، ما شكّل عائقاً على الأهالي في تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائهم ، والضغط الكبير بعدد الطلاب ليصل في الصف الواحد إلى ٤١ طالباً ، ما أثّر ذلك على أهداف التدريس ، ودفع دفع الأهالي “المقتدرين مادياً” دون غيرهم للالتفات للدرس الخصوصي”.

وتضيف أم محمد: “يصل بنا الأمر إلى إلغاء بعض الأساسيات ، لسدّ جزء بسيط من الحاجات الدراسية لأبنائنا”.

عُمْر الورد في سوق العمل

جرّاء الواقع الأليم للحياة المعيشية ، وفرض الفوارق في قطاعي التعليم ، الذي اتّجه إلى الخصخصة ، وتزايد عدد المدارس الخاصة ، التي باتت لميسوري الحال فقط ، من نفقات وتفاوت بين طبقات المجتمع ،
(بين طفل بروح رجل معيل وطفل يعيش طفولته الوردية).

قال “عبدالرحمن الحمصي” ١١ سنة عاملاً في السوق : “أنا المعيل الوحيد لعائلتي ،تمنيت أن أكون بين رفاقي بملابس نظيفة ، أجلس على مقعد الدراسة ، لكن شاءت لي الأقدار أن أكون هنا بعد وفاة والدي بالحرب ، فلا قدرتنا على التعليم ، ولا قدرتنا على الحياة ، والله المستعان”

ويضيف “محمد نور” ٥٦ سنة : “إنّ توظيف معلمين في غير اختصاصهم ، ومنهم دون تأهيل وتدريب تربوي ، وعدم القدرة على توصيل المعلومات للطلاب ، ونقص في الكتب والقرطاسية ووسائل التعليم ، سيؤثر هذا سلباً على المدى البعيد”.

وذكر أنه لمصالح شخصية ، أصبح المعلم غير مهتم بمدى استفادة الطلاب في الصف ، ليتوجهوا إلى “دروس خصوصية عنده” بسبب تدنّي الراتب.

بعد الظلام الذي حلَّ بسوريا ، وعودة البصيرة لها من جديد بسقوط الأسد، نسلّط الضوء على إعادة هيكلة التعليم ، فهو أحد زوايا القاعدة في المجتمع ، المرتبطة بكثير من المشكلات (تدنّي مستوى الدخل ، التسوّل ، البطالة ، وفجوة الفقر المنتشرة … ).

آملين من القيادة الجديد تغيير أنظمة التعليم والمناهج ، وغالبية الكادر التدريسي ، وإعطاء الوظائف لمن يستحقها ، وتفعيل قرار التعليم الإلزامي من الصف الأول حتى الصف التاسع .

في حال استمرت هذه المشكلة بالتفاقم ، سيكون مستقبل جيل بأكمله على المحك.