الخميس 8 مايو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – فتاة سحلول

يُصرّ شبان مدينة حمص على السعي وراء لقمة العيش بالحلال، رغم ظروفهم المعيشية المتردية، رافضين الاستسلام للواقع أو الانخراط في طرق غير شرعية بحثًا عن المال.

ففي الأحياء والأسواق الشعبية مثل باب السباع والسوق المسقوف، يمكن أن ترى شبانًا بمقتبل العمر يعملون في مهن شاقة، كبيع الحلويات على عربات متنقلة، أو القهوة، أو حمل البضائع في الأسواق، وحتى بيع البالونات، متحدّين جميع الظروف، سعيًا لكسب رزقٍ حلالٍ بشرفٍ وكرامة.

يقول محمد صدور (٢٢ عامًا)، بائع حلويات على عربة متنقلة: “أنا لا أشعر بالعار من عملي، الناس تحترمني لأنني أعمل، لا أتسوّل ولا أسرق، كل يوم أرجع إلى منزلي متعبًا، لكنني مرتاح الضمير”.

من جهته، يقول يامن الأحمد (١٩ عامًا)، بائع بالونات: “حُرِمتُ من متابعة دراستي كي أتمكن من إعالة أسرتي وتوفير لقمة العيش لهم، لا أملك أي مهنة أو حرفة أُتقنها، ومع ذلك لا أجد عيبًا في أي عمل، ولا أشعر بالخجل ما دمت أعود إلى بيتي بطعامٍ يُشبع أهلي ويكون من مالٍ حلال”.

ورغم قلة الفرص وصعوبة الأوضاع المعيشية والاقتصادية، يشير كثيرون إلى أن ما ينقص الشباب ليس فقط الدعم المالي، بل أيضًا برامج تأهيل وتدريب تفتح أمامهم أبوابًا جديدة وتمنحهم فُرصًا للنجاح في بلدٍ أنهكته الحرب.

إن ما يفعله هؤلاء الشبان لا يُعد مجرّد بحثٍ عن لقمة العيش، بل هو صمودٌ يوميٌّ في وجه واقعٍ معيشيٍّ صعب، ورسالة مفادها أن الكرامة لا تُشترى، وأن العمل الشريف، بكل أشكاله، هو خيار الأقوياء.