السبت 10 مايو 2025
مادة إعلانية

يلاسوريا_رنيم سيد سليمان

لم يعد الإنترنت مجرّد وسيلة للبحث أو العمل، بل أصبح عنصراً أساسياً في حياتنا اليومية، يتغلغل في بيوتنا، ويتفاعل مع تفاصيل علاقتنا بأقرب الناس إلينا. وبقدر ما قدم من تسهيلات ومعلومات، إلا أن حضوره المستمر بدأ يعيد تشكيل العلاقات الشخصية والأسرية، خاصة في مجالات التربية، الحوار، والاهتمام.

من الإيجابيات التي لا يمكن تجاهلها أن الإنترنت أتاح للأهل مصادر معرفية غير محدودة تساعدهم في تحسين أساليب التربية، وفهم احتياجات أطفالهم النفسية والسلوكية.

كما وفّر أدوات للتعليم والتواصل مع المدارس ومتابعة تطور الأبناء، لكن هذه الإيجابيات تقابلها سلبيات متزايدة.

فقد أدى انشغال الوالدين بالهاتف أو الحاسوب إلى غياب جزئي أو كلي عن تربية الأبناء، ما جعل الأجهزة الرقمية أحياناً البديل عن حضن الأم أو جلسة الأب.

كما أصبحت الحوارات الأسرية أقل عمقاً، وانخفض الوقت النوعي المشترك بين أفراد الأسرة.

من جهة أخرى، تسهم منصات الإنترنت في نشر أنماط حياة مثالية ومزيفة، تخلق مشاعر غيرة ومقارنة داخل العلاقات الزوجية، وتؤثر على الرضا العاطفي بين الشريكين، كما تؤدي أحياناً إلى الشك، أو سوء الفهم، نتيجة الانشغال أو التواصل الزائد مع العالم الخارجي على حساب الشريك.

الإنترنت ليس عدوّاً للعلاقات، لكنه يحتاج إلى وعي وحدود.

فهل نمتلك الشجاعة لإعادة التوازن، لنمنح من نحبهم وقتاً حقيقياً يليق بهم أكثر من أي شاشة؟