الجمعة 6 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلاسوريا _ رنيم سيد سليمان

أعلن حزب العمال الكردستاني “PKK”، حلّ نفسه رسميًا، بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح، تاركًا بصمة واضحة في المشهد الكردي والإقليمي، لا سيما من خلال علاقاته المعقدة مع أنظمة المنطقة، وعلى رأسها نظام حافظ الأسد.

التأسيس: من الفكرة إلى السلاح

تأسس حزب العمال الكردستاني في 27 نوفمبر 1978 بقيادة “عبد الله أوجلان”، الذي تبنى فكرًا ماركسيًا – قوميًا، مطالبًا في البداية باستقلال كردستان عن الدولة التركية، وفي 15 أغسطس 1984، أطلق الحزب تمرده المسلح ضد تركيا، الذي استمر لعقود، ثم تحولت مطالبه لاحقًا إلى الحكم الذاتي وحقوق ثقافية وسياسية للأكراد داخل تركيا.

الصراع والدماء: آلاف القتلى وتوسّع العمليات

نفذ الحزب منذ تأسيسه عمليات ضد الأهداف العسكرية والمدنية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40,000 شخص، غالبيتهم من المدنيين، هذا الصراع المستمر دفع تركيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي إلى تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية.

عبد الله أوجلان: من زعامة الحزب إلى السجن الانفرادي

اعتُقل عبد الله أوجلان في فبراير 1999 في كينيا بعد عملية استخباراتية تركية، وتم نقله إلى تركيا حيث حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في عزلة شبه تامة في جزيرة إمرالي.

العلاقة مع نظام حافظ الأسد: تحالف المصالح والضغوط

خلال الثمانينيات والتسعينيات، نشأت علاقة وثيقة بين حزب العمال الكردستاني ونظام حافظ الأسد، حياك قدم النظام السوري للحزب دعمًا لوجستيًا وسياسيًا، بما في ذلك تمويل وتوفير معسكرات تدريب في الأراضي السورية، خصوصًا في منطقة البقاع اللبنانية التي كانت تحت نفوذ دمشق.

كان هذا الدعم جزءًا من استراتيجية النظام السوري لاستخدام الحزب كورقة ضغط ضد تركيا في خلافات عدة، أبرزها حول تقاسُم مياه نهري دجلة والفرات، وقضية لواء إسكندرون، ورغم أن النظام السوري لم يعلن رسميًا عن هذا الدعم، فإن الوقائع والشهادات أكدت وجود تعاون غير معلن بين الجانبين.

ومع تصاعد التهديدات التركية بالتدخل العسكري في أواخر التسعينيات، بدأ نظام حافظ الأسد في إعادة تقييم هذا التحالف، وفي 1998، وبعد الضغط التركي الكبير، اضطر الأسد إلى إجبار أوجلان على مغادرة سوريا، ما شكّل نقطة تحول وانتهت العلاقة بين الطرفين.

نهاية الصراع أم بداية مرحلة جديدة؟

بإعلان حل حزب العمال الكردستاني، يتم إغلاق فصل طويل من الصراع المسلح والتحالفات الإقليمية.

ومع ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل تمثل هذه الخطوة نهاية فعلية للتنظيم؟ أم أن هناك تغييرات قد تؤدي إلى ظهور كيانات أو تحركات جديدة تحمل نفس الأهداف تحت مسميات مختلفة؟