الشباب السوري: حلم الزواج يصطدم بواقع الحال
يلاسوريا _ رنيم سيد سليمان
لم يعد الزواج في سوريا مجرد محطة في حياة الشباب، بل تحوّل إلى حلم مؤجل وربما بعيد المنال، فمع تفاقم الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، وجد آلاف الشباب أنفسهم عاجزين عن تأسيس أسر والاستقرار، في وقت تتزايد فيه حاجتهم إلى الأمان والسكينة.
الواقع الاقتصادي الخانق
يعاني الشاب السوري من ضغوط اقتصادية خانقة، فالأجور الشهرية بالكاد تغطي الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والدواء، ناهيك عن مصاريف الزواج، أسعار الذهب، المهور، الأثاث، والإيجارات، إلى جانب التكاليف الباهظة للحفلات، وكلها عقبات تعيق الراغبين في الارتباط.
كلمات من الواقع
يقول أحمد، شاب يبلغ من العمر 36 عاماً:
“أعمل 10 ساعات يومياً وراتبي لا يتجاوز 600 ألف ليرة، ولا يكفيني لتأمين أساسيات حياتي. كيف يمكنني أن أفتح بيتاً؟ حتى مجرد التفكير في الخطبة بات ترفاً لا أقدر عليه.”
وتضيف رنا، “فتاة في الـ 31 من عمرها”: “كثير من الفتيات في عمري ينتظرن عريساً لا يأتي، المشكلة ليست في رغبة الشباب، بل في قسوة الظروف التي تمنعهم حتى من المحاولة.”
تأخر الزواج والعزوف
تسببت هذه الأوضاع في تأخر سن الزواج لدى الكثير من الشباب والفتيات، ودفعت بعضهم إلى الهجرة أو العزوف التام عن الزواج، هرباً من المسؤوليات المادية والنفسية التي لا يستطيعون تحملها، هذا التأخير يفتح الباب أمام مشكلات اجتماعية أخرى، كالوحدة، والانعزال، وربما الانحراف.
الضغوط النفسية والاجتماعية
يعيش الشباب السوري اليوم في صراع يومي بين أحلامهم الشخصية وواقعهم المؤلم.
حيث تصطدم الرغبة في بناء أسرة بعجز مادي حاد، ما يولد شعوراً دائماً بالإحباط، ويفقدهم الإحساس بالاستقرار والطمأنينة.
لم يعد الزواج في سوريا حقاً بسيطاً، بل بات أمنية تتكسر أمام موجات الغلاء والبطالة والتهجير.
ولإنقاذ جيل كامل من الضياع، لا بد من تحرك مشترك—من الدولة والمجتمع والأهل—لتوفير بيئة تدعم أحلام الشباب وتعيد لهم الأمل بمستقبل أفضل.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram