السبت 17 مايو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – بدر المنلا

أثار القرار الصادر عن وزارة التعليم العالي في سوريا، والقاضي بعدم الاعتراف بشهادات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد الصادرة عن جامعات تركية، موجة واسعة من الجدل والانتقادات، لا سيما من قبل آلاف الطلاب السوريين الذين التحقوا بهذه الأنظمة الدراسية تحت ظروف استثنائية فرضتها الحرب واللجوء.

مضمون القرار وأبعاده:

القرار رقم /843/ الصادر في 8 أيار 2025، ينص على الاعتراف بعدد من الجامعات التركية الحكومية والخاصة، مع استثناء شهادات التعليم المفتوح والافتراضي والتعليم عن بعد، ما يعني فعلياً إلغاء الاعتراف بالشهادات التي حصل عليها آلاف الطلاب السوريين من جامعات مثل “أناضولو” و”إسطنبول”، رغم أنها جامعات معترف بها دولياً.

ويقتصر الاعتراف بحسب القرار على الشهادات الصادرة عن “المقرات الرئيسية” للجامعات، وهو ما يعني استبعاد كافة الشهادات التي تم الحصول عليها عبر أنظمة غير تقليدية في التعليم، حتى لو كانت ضمن برامج رسمية ومعترف بها داخل تركيا نفسها.

ردود فعل الطلاب:

وشكّل القرار صدمة للطلاب السوريين الذين التحقوا بهذه البرامج كخيار اضطراري، في ظل اللجوء وضيق الخيارات.

طلاب التعليم المفتوح أكدوا أنهم التحقوا بهذه البرامج بشكل قانوني، وأدوا امتحاناتهم في مراكز معتمدة، وتابعوا دراستهم بجد في ظروف معيشية صعبة.

تقول إحدى الطالبات في مناشدة نشرتها عبر مواقع التواصل:
“لم يكن التعليم المفتوح خيارنا الأول، بل الوحيد. كنا لاجئين نحارب لأجل مستقبلنا، وفوجئنا بقرار يلغي كل شيء بجرة قلم.”

طالب آخر أشار إلى أن الشهادات التي حصلوا عليها ليست مزورة أو غير رسمية، بل نتيجة مسار تعليمي واضح ومعتمد، مطالباً بتقييم منصف بدلاً من الرفض القاطع.

مخاوف ومطالب بإعادة النظر:

يرى مراقبون أن رفض هذه الشهادات دون دراسة معمقة لطبيعة البرامج ومناهجها، يفتح الباب أمام تهميش شريحة واسعة من الشباب المؤهلين، ويزيد من فجوة الثقة بين المواطن والمؤسسات الرسمية.

ويُطرح تساؤل جوهري: إذا كانت هذه الجامعات معترفاً بها، فلماذا يتم استثناء برامجها المفتوحة، خصوصاً أن التعليم المفتوح والتعليم عن بعد أصبحا مقبولين عالمياً ومطورين بما يكفي لضمان جودة التعليم؟