سوريا في جنيف: صوت للتعاون والصحة العالمية
يلا سوريا – رنيم سيد سليمان
شاركت سوريا في أعمال الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية في جنيف، التي انطلقت اليوم تحت شعار “عالم واحد من أجل الصحة”، بمشاركة دولية واسعة تهدف إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات الصحية العالمية المتصاعدة.
وترأس الوفد السوري وزير الصحة الدكتور “مصعب العلي”، ضمن حضور رفيع المستوى من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية.
نحو ميثاق عالمي للوقاية من الجوائح
ناقشت الجمعية في افتتاح دورتها اتفاقاً تاريخياً يعد الأول من نوعه لتعزيز التعاون الدولي في الوقاية من الجوائح والتأهب لها والاستجابة لمخاطرها.
واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، أن هذه الدورة “لحظة تاريخية”، نظراً لاحتمال اعتماد الميثاق العالمي للجوائح، الذي صيغ بعد ثلاث سنوات من المفاوضات بين الدول الأعضاء، ويهدف إلى منع تكرار ما شهده العالم خلال جائحة كوفيد-19.
قضايا حيوية على جدول الأعمال
تناولت أجندة الجمعية أكثر من 75 بنداً تتعلق بقضايا صحية رئيسية، من أبرزها: أزمة الكوادر الطبية، مقاومة المضادات الحيوية، التأهب للطوارئ، مكافحة شلل الأطفال، تأثير التغير المناخي على الصحة، ودور وسائل التواصل الاجتماعي كعامل مؤثر في الوعي الصحي.
ومن المتوقع أن يصدر عن الدورة أكثر من 40 قراراً تشكل خارطة طريق للمرحلة المقبلة من العمل الصحي الدولي.
موقف سوري داعم للعدالة الصحية
ساهمت سوريا في جلسات الحوار واللجان النقاشية بموقف داعم لتعزيز الإنصاف الصحي العالمي، مؤكدة على ضرورة تمكين الدول ذات الموارد المحدودة من الوصول إلى الأدوات والقدرات اللازمة لمجابهة الأزمات الصحية.
كما شدد الوفد السوري على أهمية بناء نظم صحية مرنة قائمة على العدالة، والتكامل بين الوقاية والعلاج والتأهب.
منصة دولية لرسم مستقبل الصحة العالمية
تُمثّل جمعية الصحة العالمية السلطة العليا في منظمة الصحة العالمية، إذ تتطلع بمسؤولية رسم السياسات الصحية العامة، وتحديد ميزانية المنظمة، وتعزيز الشراكات الدولية في مجال الصحة، وتأتي الدورة الـ78 في لحظة حاسمة، حيث تتقاطع فيها آثار الأزمات الصحية مع التحولات المناخية والسياسية، ما يجعل من هذه الاجتماعات نقطة انطلاق جديدة نحو عالم أكثر استعداداً لمواجهة الأوبئة والتحديات المستقبلية.
رسالة تعاون تتجاوز الحدود
تبعث مشاركة سوريا في هذا المحفل الدولي برسالة واضحة: أن التعاون لا يعرف حدوداً، وأن صحة الإنسان تبقى أولوية تتجاوز كل التباينات.
وفي عالم تتشابك فيه المصائر، فإن العمل المشترك، والتضامن العابر للحدود، يشكلان الركيزة الأولى لبناء مستقبل صحي آمن لجميع الشعوب.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram