الجمعة 6 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

نظم فريق ‘يلا سوريا’ بالتعاون مع مديرية الثقافة في حمص ندوة بعنوان ‘بين الحقيقة والإشاعة’، لتسليط الضوء على دور الإعلام المجتمعي في مواجهة التضليل.”

وقدّم الندوة الإعلامي عمر منيب الإدلبي، مدير مركز حرمون للدراسات المعاصرة – فرع الدوحة، حيث ناقش خلالها أشكال المحتوى الإعلامي، وشرح الفروقات بين الإشاعة والمعلومة المضللة، مستعرضًا الأدوات العملية التي تساعد الجمهور على التحقق من صحة الأخبار وتمييز الحقيقة وسط الفوضى المعلوماتية.

لماذا تنجح الإشاعة في تحقيق أثرها؟

قال الأستاذ عمر الإدلبي إن الإشاعات والأخبار المضللة نجحت في خلق أثر سلبي في المجتمع السوري، وأسهمت في تعميق القلق والانقسامات.

وأوضح إدلبي أن انتشار هذه الإشاعات يعود إلى اعتمادها الكبير على الإعلام المجتمعي، الذي غالبًا ما يُدار من قبل أفراد أو مجموعات خارج الأطر الرسمية.

وأضاف أن هذا النمط من الإعلام، رغم أهميته، يفتقر أحيانًا إلى أدوات التحقق، ما يتيح المجال لانتشار أخبار غير دقيقة.

وأشار إدلبي إلى أن هشاشة الإعلام الرسمي خلال الأزمات والكوارث، وغيابه عن تفسير الأحداث، ساعد على شيوع الإشاعات في المساحات الفارغة التي يتركها.

ولفت إلى أن حالة الانقسام المجتمعي التي زرعها النظام السوري السابق، وتنوع المجتمع السوري، ساهما في خلق أرضية خصبة لانتشار التضليل، خصوصًا مع انهيار مؤسسات الدولة التقليدية.

أكّد أن منصات التواصل الاجتماعي فتحت الباب على مصراعيه لتدفق هائل من المعلومات دون رقابة، ما صعّب على الجمهور التمييز بين الصحيح والمزيف.

الفرق بين الإشاعة والمعلومة المضللة

بيّن الإدلبي أن الأخبار يمكن تصنيفها من حيث الموثوقية إلى ثلاثة أنواع: الخبر الحقيقي، الإشاعة، والخبر المضلل.

وقال إن الإشاعة غالبًا ما تكون مبنية على أحداث غير واقعية بالكامل أو مركبة جزئيًا على حقائق، وتنتشر في مجموعات مغلقة مثل “الواتساب” و”المسنجر”، مما يصعب ضبطها.

أما الأخبار المضللة، فهي تحريف متعمد لحقائق حقيقية بهدف إعادة توجيه الرأي العام أو تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، عبر تزييف متقن للمعلومة.

كيف نتعامل مع المعلومة؟

أوضح الإدلبي أن الناس تميل لتصديق الأخبار التي تنسجم مع توجهاتهم ومخاوفهم، كمن يخشى الخطف أو ارتفاع الأسعار، فيسعى لمتابعة كل ما يخص هذه القضايا، ولو من مصادر غير موثوقة.

وشدّد على ضرورة التحقق من المصدر، سواء كان شخصًا مؤثرًا أو منصة إعلامية، وتقييم خلفيته ومدى علاقته بالموضوع المطروح.

وأكّد أن من المهم البحث في سجل هذا المصدر السابق ومدى التزامه بالشفافية، إلى جانب التأكد من توقيت وتاريخ النشر.

وأشار إلى أن التحليل النقدي هو الأداة الأهم في التحقق من الأخبار، ويتطلب من القارئ طرح أسئلة جوهرية مثل: لماذا نُشر هذا الخبر؟ من الجمهور المستهدف؟ ما الوسائط المستخدمة؟

أبرز مداخلات الحضور

شهدت الندوة تفاعلًا لافتًا من الحضور، حيث طرح بدر المنلا سؤالًا حول قدرة الإعلام المحلي على مواجهة التضليل القادم من منصات ضخمة.

أجاب الإدلبي بأن الإعلام المجتمعي المهتم بالشأن المحلي سيكون أكثر حضورًا مستقبليًا، لأنه يلامس قضايا الناس ويقترب منهم، ولا خطر على استمراريته رغم وجود المنصات الكبرى.

في مداخلة أخرى، سألت آية البيطار عن سبب تأخر الإعلام الرسمي أحيانًا في نشر المعلومات، ما يدفع الناس للجوء إلى
مصادر بديلة قد تكون مضللة.

رد الإدلبي بأن التحقق والتوثيق يحتاج إلى وقت، وهذا يفرض تأخيرًا لدى المؤسسات الإعلامية التقليدية، مؤكدًا أن توفر الموارد والإمكانيات التدريبية، كما في قنوات كبرى مثل الجزيرة والعربية، يساعد على امتلاك السبق والموثوقية.

ختاما.. في زمن تكثر فيه الإشاعات وتنتشر الأخبار المضللة بسرعة، يصبح التحقق من المعلومات والوعي الإعلامي ضرورة لا غنى عنها. فقط من خلال نقد المعلومات وفحص مصادرها يمكننا حماية مجتمعنا من الفوضى التي تزرعها الأخبار الكاذبة، وبناء بيئة تواصل تقوم على الحقيقة والثقة.