الجمعة 25 يوليو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – بدر المنلا

انطلقت صباح اليوم في قصر الشعب بدمشق أعمال المنتدى الاستثماري السوري السعودي، بحضور رسمي واقتصادي رفيع المستوى من البلدين، تقدّمه الرئيس السوري أحمد الشرع، في حدث وصف بأنه نقطة تحوّل نحو شراكة اقتصادية استراتيجية جديدة في المنطقة.

ومثّل المنتدى الذي أقيم تحت شعار: “الروابط الأخوية أساس لشراكات استراتيجية”، بداية مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي، تستند إلى إرث طويل من العلاقات التاريخية والاجتماعية والثقافية بين البلدين.

الشعار: من الأخوّة إلى الشراكة

أكد وزير الاقتصاد والصناعة السوري، الدكتور محمد نضال الشعار، في كلمته الافتتاحية أن المنتدى يمثل “محطة تاريخية” في مسار العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن سوريا دخلت مساراً تنموياً حقيقياً، وأن الحكومة ملتزمة بتوفير بيئة محفزة للاستثمار، قادرة على تحويل التفاهمات الثنائية إلى مشاريع منتجة ومستدامة.

الفالح: علاقات متجذرة.. وسوريا شريك أصيل

عبّر وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، عن شكره للحفاوة السورية، ناقلاً تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القيادة السورية والشعب السوري.

وأكد الفالح أن السعودية ترى في سوريا شريكاً استراتيجياً وطبيعياً، وأن ما يربط البلدين يتجاوز السياسة إلى وحدة اقتصادية وثقافية، مشدداً على أن المملكة ستواصل دعمها لسوريا في مسيرتها نحو التعافي والازدهار.ق

توقيع 47 اتفاقية ومذكرات تفاهم بقيمة 24 مليار ريال

شهد المنتدى الإعلان عن توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين القطاعين العام والخاص في البلدين، بقيمة إجمالية تصل إلى 24 مليار ريال سعودي، تغطي مجالات متعددة تشمل:
( الطاقة _ الصناعة _ الاتصالات وتقنية المعلومات – التعليم _ الزراعة – البنية التحتية _ الصحة والاستثمار العقاري)

وتأتي هذه الاتفاقيات بمشاركة واسعة من أكثر من 20 جهة حكومية سعودية، و100 شركة من القطاع الخاص، في مؤشر واضح على جدية التوجّه السعودي نحو إعادة الانخراط الاقتصادي في سوريا.

مشاريع استراتيجية: من مصانع الإسمنت إلى التحول الرقمي

أوضح الوزير الفالح أن من أبرز مخرجات المنتدى توقيع اتفاقيات تفوق 11 مليار ريال لإنشاء ثلاثة مصانع إسمنت جديدة، ما يتيح دفعة قوية لقطاع الإعمار والبناء في سوريا.

وفي قطاع الاتصالات والتقنية، أعلن عن إطلاق حزمة مشاريع رقمية بقيمة 4 مليارات ريال، تشمل تطوير البنية التحتية للاتصالات، وتحديث منظومات الأمن السيبراني، بالشراكة مع وزارة الاتصالات السورية.

دعم الزراعة وريادة الأعمال

كشف الفالح عن توجه لتنفيذ مشاريع زراعية مشتركة تشمل مزارع ذكية وصناعات تحويلية، مشيدًا بالدور البارز الذي يؤديه أكثر من 2600 رائد أعمال سوري في المملكة، والذين وصفهم بأنهم يشكلون “رأس جسر” اقتصاديًا بين الشعبين.

مشروع عمراني نوعي في حمص.. والعوائد للمجتمع

في لفتة ذات طابع اجتماعي وتنموي، أعلن الفالح عن قرب توقيع اتفاقية مع شركة “بيت الإباء” السعودية لإنشاء مشروع سكني وتجاري متكامل في مدينة حمص، موضحًا أن عوائد المشروع ستُوجّه بالكامل للدعم الاجتماعي في سوريا، في خطوة تعكس البعد الإنساني في التوجه الاستثماري السعودي.

إنشاء مجلس أعمال سعودي سوري رفيع المستوى

في سياق تعزيز الشراكة طويلة الأمد، أعلن الفالح عن توجيه مباشر من ولي العهد السعودي بتأسيس مجلس أعمال سعودي سوري، يضم نخبة من كبار المستثمرين من الجانبين، ويتولى مهام التنسيق، وإزالة العقبات، وتطوير الفرص الاستثمارية المشتركة في القطاعات الاستراتيجية.

بداية جديدة للتكامل الاقتصادي

ختم الفالح كلمته بالقول إن ما تشهده دمشق اليوم هو “أكثر من مجرد منتدى”، بل هو إعلان عن مرحلة اقتصادية جديدة عنوانها الشراكة والتنمية، مؤكدًا أن السعودية ستبقى شريكًا موثوقًا في دعم استقرار سوريا ونهضتها الاقتصادية والاجتماعية.