حملات النظافة الشعبية.. مبادرات شبابية تنقذ الأحياء من النفايات المتراكمة
يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور
شهدت المدن السورية في الأسابيع الأخيرة تناميًا لافتًا في المبادرات الشبابية التطوعية، وعلى رأسها حملات النظافة الشعبية، التي أصبحت وسيلة فعالة للتخفيف من ركام الهدم والنفايات في الأحياء السكنية.
تُعدّ هذه الحملات من أبرز مظاهر الوعي المجتمعي التي ترسخت خلال السنوات الماضية، حيث انطلقت في عدد من المدن مبادرات يقودها شبان وشابات بهدف تحسين المشهد العام للبيئة المحلية، في استجابة تنبع من حسّ الانتماء وروح المسؤولية الجماعية.
وقد اعتمدت هذه المبادرات على جهود فردية وجماعية بعيدًا عن الأطر الرسمية، وغالبًا ما تم تنظيمها على مستوى الأحياء، بمشاركة الأهالي والناشطين، وبإشراف شبابي تطوعي يهدف إلى تنظيم العمل وتحقيق نتائج ملموسة.
من بين النماذج البارزة، حملة نفّذها فريق “يلا سوريا الشبابي” في حمص تحت شعار “يدًا بيد من أجل مدينة أنظف وأجمل”، شملت أحياء الحميدية، القصور، الخالدية، جورة الشياح.
وقد توزّع المتطوعون على خمس مجموعات، يقود كل منها قائد ميداني لضمان حسن التنظيم.
وفي تصريح لقائد الفريق، الأستاذ حسن الأسمر، قال:
“تأتي هذه الحملة ضمن سلسلة من المبادرات التي يعمل عليها الفريق لتعزيز ثقافة النظافة والعمل الجماعي. نحن نؤمن بأن مسؤولية الحفاظ على نظافة مدينتنا تقع على عاتق الجميع، وهذه الحملة كانت رسالة بأن أهل حمص قادرون على إحياء مدينتهم بأيديهم.”
تُظهر هذه الجهود قدرة المجتمع على التحول من متفرج إلى فاعل، عندما يقود الشباب حركة التغيير من الميدان مباشرة.
وهي تؤكد أن التغيير لا يحتاج دائمًا إلى إمكانيات كبيرة، بل إلى وعي واستعداد للعمل. ما قامت به هذه المبادرات في مواجهة التلوث يثبت أن روح التطوع قادرة على إحداث فرق حقيقي. وفي وقت تتراجع فيه بعض الخدمات، يبقى الأمل معقودًا على هذه الجهود التي تعيد للشارع صورته وللمجتمع ثقته بنفسه، خطوة بخطوة.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram