الأحد 8 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – رنيم سيد سليمان

في خطوة رمزية تعكس تحولات سوريا السياسية والإعلامية، عادت قناة “الإخبارية السورية” إلى البثّ المباشر مساء الاثنين ٥ أيار ٢٠٢٥، بعد توقف دام حوالي خمسة أشهر منذ سقوط نظام الأسد.

إعلام مابعد الانهيار

توقفت “الإخبارية السورية” عن البثّ مع سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول ٢٠٢٤، نتيجة تفكك المؤسسات الحكومية، ومن بينها الإعلام، ومع بدء المرحلة الانتقالية بقيادة الرئيس “أحمد الشرع”، بدأت خطة لإعادة تأهيل مؤسسات الدولة، كان أولها إعادة إطلاق قناة “الإخبارية السورية” باعتبارها الذراع الاساسي للدولة.

هوية جديدة وخطاب مغاير

جاءت العودة بهوية جديدة، شعارها يرمز إلى “سوريا المتجددة”، تختلف عن تلك التي ارتبطت بالإعلام الكاذب الذي دام لعقود.

كما وعد القائمون على القناة، وعلى رأسهم وزير الإعلام “د.حمزة المصطفى” بتقديم إعلام “مهني موضوعي” يميل الى متطلبات الناس والواقع السوري.

تحديات مابعد الانطلاق

واجهت القناة صعوبات عديدة، من إعادة ترميم المبنى، وتأهيل الاستديو، والحصول على ترددات فضائية.

وقال “علاء برسيلو” المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون: “أتمّت الهيئة الاستعدادات النهائية لإطلاق القناة بحلّتها الجديدة، بعد توقيع مذكرات تفاهم مع شركتي “نايلسات” و “سهيل سات” لضمان بثّ القناة عبر الأقمار الصناعية”.

وأضاف “برسيلو” أن المؤسسة كانت تعاني من التهالك، وتم بدء إصلاحات شاملة، بالإضافة إلى برامج تدريبية للكادر الإعلامي ومواكبة التطورات.

رسالة الإخبارية للمرحلة الجديدة

تسعى “الإخبارية” أن تعكس صورة المرحلة الانتقالية بكل شفافية، فهذه المرحلة قائمة على الحوار وتعدد الآراء.

جاء في أول نشرة إخبارية عند انطلاقتها، أن القناة “ليست لسان الحكومة بل عين المواطن” مشيراً إلى التحول الجذري في هدف الإعلام الرسمي.

وصرّح “برسيلو”أن القناة ستتبنّى رؤية جديدة، لتكون وسيطاً بين الدولة والمجتمع، مع التركيز على هموم المواطنين، وتقديم محتوى كمرآة للشعب، مع الإلتزام بحرية التعبير ضمن الأطر المهنية”.

عودة القناة ليس مجرد استئناف بثّ، بل اختبار حقيقي للدولة في بناء إعلام وطني، يعكس صوت السوريين في هذه المرحلة المفصلية، إما أن تكون العودة “بداية جديدة” بكامل الشفافية والمصداقية، أو مجرد واجهة أكثر حداثة من الإخبارية السابقة.

بالختام، يبقى الجمهور هو الحَكَم الأول والأخير.