الجمعة 6 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

استقبلت العاصمة الفرنسية باريس الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يوم الأربعاء 7 أيار، في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا منذ تسلّمه الرئاسة.

وجاءت الزيارة ضمن سياسة الانفتاح التي تنتهجها الحكومة الانتقالية لكسر العزلة الدولية وبناء شراكات جديدة.

لقاء رسمي في الإليزيه:

استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره السوري في قصر الإليزيه. وعُقد لقاء رسمي ناقش مستقبل سوريا السياسي والاقتصادي، إلى جانب التوترات الإقليمية.

ووصفت مصادر دبلوماسية فرنسية اللقاء بأنه “صريح وبنّاء”، مؤكدة لوكالة “رويترز” أنّ الطرفين تطرّقا إلى ملفات حساسة، منها السيادة السورية، وحقوق الأقليات، والتنسيق الأمني، وتخفيف العقوبات الغربية.

التعاون في إعادة الإعمار:

طرح الشرع رغبة حكومته في الاستفادة من الخبرات الفرنسية، خاصة في مجالات الطاقة والتعليم والبنية التحتية. ودعا إلى فصل الملف الإنساني عن الخلافات السياسية.

أبدى ماكرون انفتاحاً مشروطاً، وأعلن استعداد بلاده لدراسة مشاريع إنسانية واستثمارية بشرط توفّر بيئة سياسية مستقرة وضمانات قانونية.

ملف العقوبات:

طالب الشرع باريس بلعب دور فاعل في التخفيف من العقوبات الغربية بسبب آثارها المباشرة على معيشة السوريين.

رهن ماكرون أي تغيير فعلي بـ”تقدّم حقيقي في العملية السياسية والالتزام بالمعايير الحقوقية”.

تحفّظ فرنسي مشروط:
شدّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على الموقف الحذر لبلاده، قائلاً: “لن نقدم شيكاً على بياض، وسنحكم على سوريا بناءً على أفعالها”.

عكس هذا التصريح توجهاً فرنسياً يوازن بين الانفتاح المحدود واشتراط الإصلاح السياسي الجدي.

الوضع الأمني والعلاقات الإقليمية:

ناقش اللقاء التصعيد الأمني، وخاصة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. وأكد الشرع حق بلاده في الدفاع عن السيادة، بينما دعا ماكرون إلى ضبط النفس وتفعيل الحوار الإقليمي.

تطرّق الطرفان إلى العلاقات السورية اللبنانية، مع التأكيد على أهمية التعاون لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية المشتركة.

رسائل الزيارة:

أشارت الزيارة إلى بداية تحول تدريجي في النظرة الدولية لسوريا. وفتحت الباب أمام إعادة تموضع مشروط على الساحة العالمية، رهن الخطوات القادمة للحكومة الانتقالية.