السبت 10 مايو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

انتهت المعارك وسقط الأسد، وما زالت أثاره تفتك بالسوريين على الأرض، وتهدد حياتهم كل يوم.

حيث لم تقتصر جرائم النظام البائد على سنوات القصف المباشر، بل امتدت لتتحول إلى تهديد دائم عبر آلاف القنابل والألغام غير المنفجرة الملقاة هنا وهناك، لتبقى الحرب مستمرة بأدوات صامتة تحصد الأرواح.

ولم تكن مخلفات الحرب مجرد نتيجة عرضية، بل جزءًا من سياسة ممنهجة اتبعها النظام البائد لاستخدام الأرض كسلاح ضد السكان، حتى بعد سقوطه.

ومن أبرز هذه الأسلحة التي استخدمها النظام ضد الشعب السوري طوال السنوات الماضية، القنابل العنقودية التي تنفجر لاحقًا مخلّفة ضحايا بين الأطفال والمدنيين، إضافة إلى الألغام الأرضية التي زُرعت حول المناطق الخارجة عن سيطرته حينها، لمنع عودة السكان وعرقلة الحركة، ناهيك عن عشرات قذائف الهاون والصواريخ التي لم تنفجر ولا تزال تهدد حياة من حولها.

وفق تقارير أممية، يعيش اليوم أكثر من 11 مليون سوري في مناطق ملوثة بمخلّفات الحرب، ومنذ كانون الأول 2024 حتى أيار 2025، تم تسجيل 900 ضحية مباشرة بسبب انفجار تلك المخلفات، بينهم 367 قتيلًا و533 مصابًا، شكلت فئة الأطفال أكثر من ثلث هذه الضحايا.

المناطق الأكثر تضررًا تشمل ريف إدلب، الغوطة الشرقية، ريف حلب، دير الزور، ودرعا.

ورغم الجهود التي تبذلها فرق إزالة الألغام، فإن هذه العمليات تواجه صعوبات كبيرة، أبرزها: غياب الخرائط العسكرية التي توضح مواقع الألغام، ونقص التمويل، وقلة الكوادر المدرّبة، ما يُبطئ من وتيرة التقدّم.

وتعمّد النظام البائد إخفاء مواقع زراعة الألغام، ما أطال أمد الكارثة ويزيد مني كلفة التعافي.

إنّ استمرار وجود هذه المخلّفات هو دليل على إجرام النظام السابق بحق شعبه، ولا يمكن بناء مستقبل آمن أو بدء عملية حقيقية لإعادة الإعمار دون محاسبة هذا النظام المجرم على جرائمه بحق المدنيين، ومحاسبة كل من شاركه في صناعة الموت ونشر الخوف وتخريب الأرض.