الجمعة 16 مايو 2025
مادة إعلانية

يلاسوريا _ رنيم سيد سليمان

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن عودة نصف مليون لاجئ سوري منذ سقوط نظام الأسد، وسط مؤشرات على تفاؤل شعبي واسع بالتغيير.

وصرّح رئيس بعثة مفوضية شؤون اللاجئين، “غونزالو فارغاس يوسا”، أن سقوط نظام الأسد أزال السبب الرئيسي لهروب السوريين، والمتمثل في الخوف من الاعتقال والتعذيب والتجنيد الإجباري، ما شجّع مئات الآلاف على العودة من دول مثل الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.

رفع العقوبات خطوة محورية نحو العودة الطوعية

أشار “فارغاس يوسا” إلى أن المفوضية دعت منذ البداية إلى رفع العقوبات، مشيداً بإعلان ترامب وموضحاً أن تنفيذه السريع سيدعم العودة الطوعية المستدامة، ويخفف من التحديات الاقتصادية التي تعيق السوريين عن العودة إلى بلادهم.

برامج المفوضية لدعم اللاجئين العائدين

تركّزت جهود المفوضية حالياً على تقديم الدعم في النقل والإيواء، بالإضافة إلى مساعدات نقدية وإصلاح أجزاء من المنازل.

كما تسعى لتأمين الوثائق الرسمية للعائدين، باعتبارها شرطاً أساسياً للحصول على الخدمات والحقوق القانونية.

وأكد “فارغاس يوسا” أن عودة الملايين لن تكون ممكنة بدون مشاريع استثمارية كبرى، وبيئة قانونية تسمح بعمل القطاع الخاص، وهذه الجوانب حسب تعبيره، تتجاوز مهام المفوضية وتتطلب تحركاً جدياً من الحكومات والمؤسسات المالية.

الألغام خطر دائم على العائدين

حذّر يوسا من أن الذخائر غير المنفجرة والألغام تمثل عائقاً خطيراً أمام عودة اللاجئين، مطالباً بجهود دولية مكثفة لتطهير المناطق، حيثق لا تزال أرواح المدنيين تُهدَّد يومياً بهذه المخاطر.

تراجع التمويل يهدّد استمرارية الخدمات الإنسانية

أوضح “فارغاس يوسا” أن المفوضية ستُضطر إلى إغلاق 44% من مراكزها المجتمعية وتقليص عدد موظفيها، بسبب انخفاض التمويل، ما سينعكس سلباً على عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانية في عام 2025.

وأشاد فارغاس بالتعاون القائم حالياً بين المفوضية والحكومة السورية، خصوصاً من خلال اللقاءات مع المحافظين لتلبية الاحتياجات العاجلة، معرباً عن استعداد هيئات الأمم المتحدة لدعم بناء قدرات المؤسسات الوطنية.

الاعتداءات الإسرائيلية تهدّد حالة الاستقرار

قال رئيس البعثة: إن الاعتداءات الإسرائيلية تُسهم في زعزعة الأمن والاستقرار، ما قد يثني العديد من اللاجئين والنازحين عن قرار العودة، داعياً إلى بيئة أكثر أماناً.

80% من اللاجئين يرغبون بالعودة بعد سقوط نظام الأسد

أظهرت نتائج مسح أجرته المفوضية أن نحو 80% من ممثلي اللاجئين السوريين أعربوا عن رغبتهم في العودة بعد سقوط نظام الأسد، ما يعكس مؤشرات تفاؤل كبيرة بالمستقبل السياسي الجديد.

وتُعد عودة نصف مليون لاجئ خطوة أولى على طريق طويل نحو التعافي، لكن استمرار هذا المسار يتطلب رفعاً شاملاً للعقوبات، وتعزيز الاستقرار، وضخ الاستثمارات، ليتمكّن ملايين السوريين من العودة والمساهمة في بناء سوريا الجديدة.