الأحد 8 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – فتاة سحلول

لم تعد المرأة السورية مجرد شاهدة على الحرب، بل أصبحت قوتها الصامتة، ولم تعد أمًّا، زوجةً، أو ابنةً تبكي على الغياب، بل نهضت في وجه التحديات.

ظهرت آلاف النساء في أدوار جديدة فرضتها سنوات الحرب، في ظلّ غياب الأزواج، واستشهاد الأبناء، أو فقدان المعيل.

إذ تحوّلت المرأة السورية إلى معيلة، ومُدرّسة، وطالبة، وسائقة، وعاملة في السوق، حملت على كتفيها ما تبقّى من البيت والوطن.

نساء في مواجهة المجتمع

رغم التغيّرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع السوري، لا تزال النظرة القاسية تُلاحق المرأة المعيلة، حيث تواجه الكثير من النساء الرفض لمجرّد خروجهنّ إلى العمل.

تقول “لبنى سواس”، ٤٢ عامًا، “أرملة، زوجة شهيد من حمص”: “المجتمع لا يرحم، وأنا قررت أن أواجه المجتمع. بدي طعمي أولادي، لقمة فيها كرامة.”

وفي السياق ذاته، تقول “فاتن دعاس”، ٣٩ عامًا، “أرملة من حمص”: “النظرات يلي بتعرض إلها، والكلام اللي بسمعه كتير جارح، بس لازم نكون أقوى ونكمل، ورانا ولاد، وأنا هدفي علّم ولادي، المجتمع لازم يفتخر فيني، أنا عم عيّل أسرة كاملة.”

المرأة السورية هي قلب سوريا الجديدة

برزت المرأة السورية كقوة خفيّة تقود التغيير بصمت. لم تنتظر قانونًا يُنصفها، ولا برنامجًا يدعمها، بل صنعت طريقها وحدها، بالمثابرة والصبر.

هي اليوم ليست فقط معيلة أو أمًّا، بل نموذجًا للصلابة، تُرمّم ما يُهدَّم في البيت والمجتمع، وتزرع الأمل في قلب من حولها.

سوريا الجديدة تُبنى على أكتاف النساء اللواتي لم يسألن: “مَن يُساعدني؟”، بل قُلن: “سأُكمل وحدي، من أجل أولادي، ومن أجل الغد ومن اجل الشهداء “.

تبقى المرأة هي حجر الأساس في إعادة بناء المجتمع السوري.

نساء سوريا لم يعدن على الهامش، بل أصبحن قلب المجتمع السوري النابض.

في بلدٍ يُعيد بناء نفسه، يجب أن تكون المرأة في المقدّمة، ليست فقط في صورة الأم، بل كصانعة قرار، ورافعة حقيقية لمستقبلٍ أفضل.

اقرأ المزيد

عُقد مساء اليوم اجتماع موسع في محافظة السويداء، ضمّ مشايخ العقل الثلاثة: الشيخ حكمت الهجري، الشيخ يوسف جربوع، والشيخ حمود الحناوي، إلى جانب الأمير حسن الأطرش، الأمير يحيى عامر، عاطف هنيدي، وممثلين عن الفصائل المحلية.

أسفر الاجتماع عن الاتفاق على عدد من البنود الهامة، أبرزها:

  1. تفعيل قوى الأمن الداخلي (الشرطة) من أبناء سلك الأمن الداخلي السابقين حصراً، وتفعيل الضابطة العدلية من كوادر أبناء محافظة السويداء بشكل فوري.
  2. فك الحصار عن مناطق السويداء، جرمانا، صحنايا، وأشرفية صحنايا، وإعادة الحياة إلى طبيعتها بشكل فوري.
  3. تأمين طريق دمشق–السويداء وضمان أمنه بمسؤولية السلطة وبشكل فوري.
  4. وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية.

يُذكر أن عدد أفراد الشرطة من أبناء المحافظة الذين سيتم تفعيلهم يُقدّر بحوالي ألفي شرطي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في السويداء والمناطق المجاورة.

اقرأ المزيد

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

شهد قطاع التعليم في زمن النظام البائد تراجعًا وانهيارًا كبيرًا، حيث كان أسير ما يسمى التربية الوطنية وشعارات تمجيد حزب البعث.

وبعد سقوط النظام، باتت الدولة الآن أمام فرصة كبيرة ، لانتشاله والنهوض به من جديد.

ارتبطت جودة التدريس براتب المدرّس بشكل كبير، حتى أصبح مترديًا ومتسيبًا في المدارس الحكومية السورية، في ظلِّ غياب المتابعة والتزام المدرّسين، مع عدم قدرة الأهالي على إعطاء أبنائهم “الدروس الخصوصية”.

قالت “أم محمد” ٤١ سنة أم ل٤ أطفال : “نعاني من ظروف اقتصادية صعبة، بالتزامن مع غلاء الأسعار، والدمار الهائل الذي أصاب المدارس هيكلاً وبُنياناً، ما شكّل عائقاً على الأهالي في تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائهم ، والضغط الكبير بعدد الطلاب ليصل في الصف الواحد إلى ٤١ طالباً ، ما أثّر ذلك على أهداف التدريس ، ودفع دفع الأهالي “المقتدرين مادياً” دون غيرهم للالتفات للدرس الخصوصي”.

وتضيف أم محمد: “يصل بنا الأمر إلى إلغاء بعض الأساسيات ، لسدّ جزء بسيط من الحاجات الدراسية لأبنائنا”.

عُمْر الورد في سوق العمل

جرّاء الواقع الأليم للحياة المعيشية ، وفرض الفوارق في قطاعي التعليم ، الذي اتّجه إلى الخصخصة ، وتزايد عدد المدارس الخاصة ، التي باتت لميسوري الحال فقط ، من نفقات وتفاوت بين طبقات المجتمع ،
(بين طفل بروح رجل معيل وطفل يعيش طفولته الوردية).

قال “عبدالرحمن الحمصي” ١١ سنة عاملاً في السوق : “أنا المعيل الوحيد لعائلتي ،تمنيت أن أكون بين رفاقي بملابس نظيفة ، أجلس على مقعد الدراسة ، لكن شاءت لي الأقدار أن أكون هنا بعد وفاة والدي بالحرب ، فلا قدرتنا على التعليم ، ولا قدرتنا على الحياة ، والله المستعان”

ويضيف “محمد نور” ٥٦ سنة : “إنّ توظيف معلمين في غير اختصاصهم ، ومنهم دون تأهيل وتدريب تربوي ، وعدم القدرة على توصيل المعلومات للطلاب ، ونقص في الكتب والقرطاسية ووسائل التعليم ، سيؤثر هذا سلباً على المدى البعيد”.

وذكر أنه لمصالح شخصية ، أصبح المعلم غير مهتم بمدى استفادة الطلاب في الصف ، ليتوجهوا إلى “دروس خصوصية عنده” بسبب تدنّي الراتب.

بعد الظلام الذي حلَّ بسوريا ، وعودة البصيرة لها من جديد بسقوط الأسد، نسلّط الضوء على إعادة هيكلة التعليم ، فهو أحد زوايا القاعدة في المجتمع ، المرتبطة بكثير من المشكلات (تدنّي مستوى الدخل ، التسوّل ، البطالة ، وفجوة الفقر المنتشرة … ).

آملين من القيادة الجديد تغيير أنظمة التعليم والمناهج ، وغالبية الكادر التدريسي ، وإعطاء الوظائف لمن يستحقها ، وتفعيل قرار التعليم الإلزامي من الصف الأول حتى الصف التاسع .

في حال استمرت هذه المشكلة بالتفاقم ، سيكون مستقبل جيل بأكمله على المحك.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

شهدت المدن السورية في الأسابيع الأخيرة تناميًا لافتًا في المبادرات الشبابية التطوعية، وعلى رأسها حملات النظافة الشعبية، التي أصبحت وسيلة فعالة للتخفيف من ركام الهدم والنفايات في الأحياء السكنية.

تُعدّ هذه الحملات من أبرز مظاهر الوعي المجتمعي التي ترسخت خلال السنوات الماضية، حيث انطلقت في عدد من المدن مبادرات يقودها شبان وشابات بهدف تحسين المشهد العام للبيئة المحلية، في استجابة تنبع من حسّ الانتماء وروح المسؤولية الجماعية.

وقد اعتمدت هذه المبادرات على جهود فردية وجماعية بعيدًا عن الأطر الرسمية، وغالبًا ما تم تنظيمها على مستوى الأحياء، بمشاركة الأهالي والناشطين، وبإشراف شبابي تطوعي يهدف إلى تنظيم العمل وتحقيق نتائج ملموسة.

من بين النماذج البارزة، حملة نفّذها فريق “يلا سوريا الشبابي” في حمص تحت شعار “يدًا بيد من أجل مدينة أنظف وأجمل”، شملت أحياء الحميدية، القصور، الخالدية، جورة الشياح.

وقد توزّع المتطوعون على خمس مجموعات، يقود كل منها قائد ميداني لضمان حسن التنظيم.

وفي تصريح لقائد الفريق، الأستاذ حسن الأسمر، قال:
“تأتي هذه الحملة ضمن سلسلة من المبادرات التي يعمل عليها الفريق لتعزيز ثقافة النظافة والعمل الجماعي. نحن نؤمن بأن مسؤولية الحفاظ على نظافة مدينتنا تقع على عاتق الجميع، وهذه الحملة كانت رسالة بأن أهل حمص قادرون على إحياء مدينتهم بأيديهم.”

تُظهر هذه الجهود قدرة المجتمع على التحول من متفرج إلى فاعل، عندما يقود الشباب حركة التغيير من الميدان مباشرة.

وهي تؤكد أن التغيير لا يحتاج دائمًا إلى إمكانيات كبيرة، بل إلى وعي واستعداد للعمل. ما قامت به هذه المبادرات في مواجهة التلوث يثبت أن روح التطوع قادرة على إحداث فرق حقيقي. وفي وقت تتراجع فيه بعض الخدمات، يبقى الأمل معقودًا على هذه الجهود التي تعيد للشارع صورته وللمجتمع ثقته بنفسه، خطوة بخطوة.

اقرأ المزيد

أكد محافظ السويداء، الدكتور مصطفى البكور، أن الاتفاق الأمني الأخير في المحافظة جاء بمبادرة من أهالي السويداء ووجهائها ومشايخ العقل، مشدداً على أن الحديث عن دعم خارجي لهذا الاتفاق يتعارض مع ما جاء في بيان وجهاء المحافظة، الذي أكد على الانتماء الوطني إلى سوريا.

وفي لقاء خاص مع تلفزيون سوريا، أوضح البكور أن عدداً من الشبان من أبناء السويداء انتسبوا إلى الأمن العام للمساهمة في تنظيم الأمن الداخلي وتفعيل دور المؤسسات.

وشدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وأن كل من يحمل سلاحاً خفيفاً يتوجب عليه إما ترخيصه قانونياً، أو العمل ضمن إطار وزارة الدفاع أو الأمن العام.

وأشار البكور إلى أن رئيس الجمهورية، السيد أحمد الشرع، ووزير الداخلية، أنس خطاب، يتابعان عن كثب تطورات الوضع الأمني في السويداء، معرباً عن ثقته بأن المحافظة تسير نحو مرحلة جديدة من الاستقرار، عبر تعاون أهلي وحكومي مشترك.

وأضاف أن البيان الذي صدر لاحقاً تم التوافق عليه من جميع الحضور، من بينهم الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في سوريا، لافتاً إلى أن استمرار غياب الاستقرار الأمني في المحافظة يسهم في تقويض الأمن العام، ويزيد من حالة الفوضى.

اقرأ المزيد

أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، عن إدانته الشديدة للتصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل داخل الأراضي السورية، بما في ذلك الغارات الجوية المتكررة، معتبراً أن هذه الأعمال غير مقبولة وتهدد بتفاقم الوضع الهش في المنطقة.

وأكد بيدرسن، في بيان صدر في 4 مارس 2025، أن هذه الانتهاكات تُعد خرقاً لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، وتزيد من التوترات الإقليمية، وتُقوّض الجهود الرامية إلى التهدئة والانتقال السياسي المستدام وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

ودعا المبعوث الأممي إسرائيل إلى وقف هذه الانتهاكات، والامتناع عن اتخاذ إجراءات أحادية تؤدي إلى تصعيد النزاع، والالتزام بالواجبات الدولية.

كما حثّ جميع الأطراف على احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، مشدداً على أن الحوار البنّاء والالتزام الصارم بالاتفاقيات الدولية والقانون الدولي ضروريان لتحقيق الأمن في سوريا والمنطقة بأسرها.

وفي سياق متصل، حذرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا من تداعيات استمرار الغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى خطر تعريض المدنيين للخطر وتأجيج العنف وتهديد التماسك الاجتماعي الهش في البلاد.

اقرأ المزيد