يلا سوريا – فتاة سحلول
لم تعد المرأة السورية مجرد شاهدة على الحرب، بل أصبحت قوتها الصامتة، ولم تعد أمًّا، زوجةً، أو ابنةً تبكي على الغياب، بل نهضت في وجه التحديات.
ظهرت آلاف النساء في أدوار جديدة فرضتها سنوات الحرب، في ظلّ غياب الأزواج، واستشهاد الأبناء، أو فقدان المعيل.
إذ تحوّلت المرأة السورية إلى معيلة، ومُدرّسة، وطالبة، وسائقة، وعاملة في السوق، حملت على كتفيها ما تبقّى من البيت والوطن.
نساء في مواجهة المجتمع
رغم التغيّرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع السوري، لا تزال النظرة القاسية تُلاحق المرأة المعيلة، حيث تواجه الكثير من النساء الرفض لمجرّد خروجهنّ إلى العمل.
تقول “لبنى سواس”، ٤٢ عامًا، “أرملة، زوجة شهيد من حمص”: “المجتمع لا يرحم، وأنا قررت أن أواجه المجتمع. بدي طعمي أولادي، لقمة فيها كرامة.”
وفي السياق ذاته، تقول “فاتن دعاس”، ٣٩ عامًا، “أرملة من حمص”: “النظرات يلي بتعرض إلها، والكلام اللي بسمعه كتير جارح، بس لازم نكون أقوى ونكمل، ورانا ولاد، وأنا هدفي علّم ولادي، المجتمع لازم يفتخر فيني، أنا عم عيّل أسرة كاملة.”
المرأة السورية هي قلب سوريا الجديدة
برزت المرأة السورية كقوة خفيّة تقود التغيير بصمت. لم تنتظر قانونًا يُنصفها، ولا برنامجًا يدعمها، بل صنعت طريقها وحدها، بالمثابرة والصبر.
هي اليوم ليست فقط معيلة أو أمًّا، بل نموذجًا للصلابة، تُرمّم ما يُهدَّم في البيت والمجتمع، وتزرع الأمل في قلب من حولها.
سوريا الجديدة تُبنى على أكتاف النساء اللواتي لم يسألن: “مَن يُساعدني؟”، بل قُلن: “سأُكمل وحدي، من أجل أولادي، ومن أجل الغد ومن اجل الشهداء “.
تبقى المرأة هي حجر الأساس في إعادة بناء المجتمع السوري.
نساء سوريا لم يعدن على الهامش، بل أصبحن قلب المجتمع السوري النابض.
في بلدٍ يُعيد بناء نفسه، يجب أن تكون المرأة في المقدّمة، ليست فقط في صورة الأم، بل كصانعة قرار، ورافعة حقيقية لمستقبلٍ أفضل.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram