في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق المتظاهرين السلميين، شهدت ساحة “العلبي” في حي الصليبة بمدينة اللاذقية يوم 17 نيسان 2011، مجزرة مروّعة، بدأت تفاصيلها في إحدى المظاهرات المسائية التي انطلقت من حي “الصليبة” باتجاه “الطابيات”، قبل أن تنضم إليها حشود ضخمة من أبناء “الرمل الجنوبي” و”السكنتوري”، وصولاً إلى محيط مدرسة “عدنان المالكي”، لتستقر الجموع في ساحة “العلبي”.
المتظاهرون، الذين رفعوا شعارات الحرية وأشعلوا الشموع، جلسوا على الأرض في اعتصام سلمي. لكن سرعان ما أُغلقت مداخل الساحة بعناصر الأمن والجيش التابعين للنظام البائد، المدججين بالأسلحة الرشاشة.
وبينما كان المعتصمون يهتفون “إيد وحدة.. الجيش والشعب إيد وحدة”، دوّت أصوات الرصاص، وبدأ إطلاق النار العشوائي على الحشود، ما أدى خلال لحظات إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
ولم تكتف قوات النظام بذلك، بل عمدت إلى تصفية الجرحى داخل المشفى الوطني، ثم نقل جثامين الضحايا في شاحنات عسكرية باستخدام الجرافات إلى جهة مجهولة.
وبلغ عدد الشهداء والمفقودين في تلك الليلة السوداء أكثر من 200 شخص.
وتعززت فظاعة المجزرة بشهادات خرجت لاحقاً، منها شهادة النقيب المنشق محمد الفضلي، الذي أكد أنه سمع عناصر من الأمن يتحدثون عن دفن 100 جثة دفعة واحدة، في مشهد يعكس حجم الإجرام الذي شهدته مدينة اللاذقية في ذلك اليوم.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram