الإثنين 8 سبتمبر 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا- بدر المنلا

عُقد في مدينة حمص مساء أمس الأربعاء مؤتمر “أربعاء حمص” في قصر جوليا بالمدينة القديمة، بحضور وزراء ومحافظين ومديري مؤسسات حكومية وممثلين عن المجتمع المدني والعسكري، إضافة إلى فعاليات تجارية وشعبية ودينية وإعلامية.

ونجح المؤتمر، الذي أطلقه “فريق ملهم التطوعي”، بجمع تبرعات تجاوزت 13 مليون دولار من متبرعين داخل سوريا وخارجها، ستخصص لدعم قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية، بما في ذلك إعادة إعمار المدارس، حفر وصيانة الآبار، وإعادة تأهيل المشافي.

دعم حكومي واسع للمبادرة

أكد وزير الثقافة محمد ياسين صالح أن المبادرة تمثل مشروعاً ثقافياً متكاملاً، وترجمة عملية للأفكار إلى أفعال، مشيراً إلى أن الحضور الواسع دليل على أن الثقافة تمس كل المرافق الحكومية، ومؤكداً دعم الوزارة للمشروع وللمبادرات المشابهة في المحافظات الأخرى.

من جانبه، أوضح وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أن قطاع الصحة في حمص يضم حالياً 18 مشفى، بينها 5 خارج الخدمة، و219 مركزاً صحياً، 31 منها متوقف، مشيراً إلى إعادة أكثر من 20 مركزاً للعمل، وإدخال خدمات وعمليات نوعية جديدة.

وكشف العلي عن اتفاقيات مرتقبة لتزويد مشفى حمص الكبير بأجهزة حديثة، بينها غرف عمليات، وأجهزة غسيل كلى، ومخبر متطور.

ولفت وزير السياحة مازن الصالحاني، إلى أن حمص كانت سابقاً مجرد “منطقة عبور”، مشدداً على العمل حالياً لتحويلها إلى وجهة سياحية من خلال إعادة إحياء معالمها التاريخية وبناء وتطوير الفنادق بالتعاون مع المجتمع المحلي.

وفي الشأن التربوي، أشار وزير التربية الدكتور محمد عبد الرحمن تركو إلى أن المدينة تضم 1561 مدرسة، منها 317 خارج الخدمة، مؤكداً انطلاق حملة وطنية بعنوان “أعيدوا لي مدرستي” بداية الأسبوع المقبل، بهدف إعادة إعمار المدارس بمشاركة منظمات دولية ومجتمعية.

كما أعرب وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح عن سعادته بالعودة إلى حمص، التي وصفها بـ”مدينة الذكريات وآمال المستقبل”، فيما تحدث قائد الفرقة 52 العميد هيثم العلي عن دور حمص في معركة التحرير، والتنسيق الميداني لمعركة “ردع العدوان” التي مهدت لسقوط النظام السابق.

فعاليات ورسائل إنسانية

تضمن برنامج المؤتمر عرض فيلم تعريفي بمبادرة “أربعاء حمص”، تلاه أداء نشيد “موطني”، وعروض فيديو وثّقت حجم الدمار الذي طال المياه والمدارس والمرافق الخدمية، مسلطة الضوء على أهمية الدعم المادي لإعادة الإعمار.

محافظ حمص شدد خلال كلمته على أن المؤتمر يمثل منصة عملية لجذب الدعم وتنفيذ مشاريع تمس حياة المواطن، مؤكداً أن هذه الجهود ستسهم في تعزيز استقرار المدينة وتسريع تعافيها.

بهذه الحصيلة المالية الكبيرة، يفتح مؤتمر “أربعاء حمص” نافذة أمل جديدة أمام سكان المدينة، نحو مرحلة إعادة البناء وترميم ما دمرته الحرب، على أمل أن تتحول هذه التعهدات إلى مشاريع ملموسة على الأرض.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

أُقيمت يوم الثلاثاء في دار السعادة للمسنين بمدينة حمص مأدبة غداء لـ 140 مسنًا، بدعم فردي من أحد أبناء المدينة، وبالتعاون مع فريق “يلا سوريا” التطوعي، ضمن مبادرة إنسانية هدفت إلى إدخال الفرح إلى قلوب كبار السن.

ولم تقتصر المبادرة على تقديم الطعام فقط، بل ترافقت مع أجواء ترفيهية وأنشطة خفيفة شارك فيها متطوعو الفريق مع نزلاء الدار، وسط تفاعل لافت وابتسامات واضحة على وجوه الحاضرين.

كما تم خلال الفعالية توزيع 30 نسخة من القرآن الكريم على من يستطيع القراءة، في خطوة رمزية تركت أثرًا طيبًا لدى عدد من المسنين.

الفعالية جاءت نتيجة تعاون شبابي وتنظيم تطوعي خالص، دون أي طابع رسمي، وتُعد واحدة من الأنشطة التي ينظمها الفريق بشكل دوري.

وفي ختام اليوم، ارتسمت على الوجوه تجاعيدُ جديدة… لكنها كانت هذه المرة من شدة الابتسام.

هذه الفعالية ليست الأولى من نوعها للفريق، لكنها تبرز كمثال واضح على قدرة الجهود الفردية والمنظمات الشبابية على إحداث أثر إيجابي مباشر ضمن المجتمع، حتى في غياب الدعم الرسمي.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

خرج عشرات المواطنين في مدينة حمص، مساء الثلاثاء 16 تموز، في مظاهرة شعبية انطلقت عند الساعة السادسة والنصف مساءً، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، واستنكارًا لسقوط شهداء خلال الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء.

وتركزت الشعارات والهتافات على إدانة الاحتلال الإسرائيلي، والتضامن مع الشهداء الذين ارتقوا في السويداء، رغم أنهم ينحدرون من محافظات متعددة، في تأكيد على وحدة الصف والدم السوري. وهتف المشاركون:

“يا سويداء حنا معاكي للموت”، في رسالة تضامن واضحة، إلى جانب هتافات غاضبة من بينها:

“الشعب يريد إعدام الهجري”، في إشارة إلى تصاعد الغضب الشعبي تجاه المرجع الديني الشيخ حكمت الهجري، بعد التطورات الدامية التي شهدتها السويداء.

وجرت المظاهرة تحت حماية مباشرة من عناصر الأمن العام، الذين انتشروا في محيط التجمّع لتأمين سلامة المتظاهرين وضمان عدم حصول أي تجاوزات أو احتكاكات، ما ساهم في الحفاظ على سلمية الفعالية حتى نهايتها.

ويأتي هذا التحرّك الشعبي في ظل تصاعد مشاعر الغضب في الشارع السوري، وسط دعوات لمحاسبة المتورطين بأحداث السويداء، ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية التي تطال السيادة السورية بشكل متكرر.

اقرأ المزيد

يلا سوريا- بدر المنلا

شهدت محافظة حمص وقفة تضامنية واسعة، شارك فيها عدد من المواطنين والنشطاء، دعماً للجيش العربي السوري وقوى الأمن، وتكريماً لأرواح الشهداء الذين سقطوا بكمائن لمجموعات خارجة عن القانون بمحافظة السويداء.

وعبّر المشاركون عن رفضهم لأي تدخل خارجي في الشأن السوري، مؤكدين على وحدة الأرض السورية ووقوفهم إلى جانب الدولة ومؤسساتها الشرعية.

وفي تصريحات خاصة خلال الوقفة، أكّد “عبد الحسيب دعدوش” أن المشاركة تأتي “لإثبات وقوفنا مع الأمن العام والجيش السوري، ورفضنا القاطع للغدر والتدخلات الخارجية”، مشدداً على أن “سوريا لكل السوريين”.

ومن جهتها، أشارت تسنيم الحمصية إلى أن الوقفة تعبّر عن “تضامننا مع الجيش وشهدائه”، داعية جميع السوريين إلى “الوقوف صفاً واحداً خلف الدولة من أجل مستقبل يسوده السلام والاستقرار”.

أما قمر سحلول، فقد رأت أن الهدف من هذه الوقفة هو “دعم الجيش والأمن العام في مكافحة الخارجين عن القانون في محافظة السويداء”، لافتة إلى أهمية الوحدة الوطنية ورفض أي محاولة للمساس بسيادة سوريا.

وأكّد علاء ضاحي أن المشاركين يعبّرون عن تضامنهم مع “الجيش السوري الموجود في السويداء”، ويدينون “العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف عناصر من الجيش وقوى الأمن”، مطالباً بحصر السلاح بيد الدولة ورفض أي وجود لفصائل مسلحة خارجة عن إطارها الشرعي.

وفي السياق نفسه، شدّد صالح طليمات على أن الوقفة تحمل رسالة واضحة للعالم، بأن “سوريا ليست مطبّعة مع إسرائيل، كما تحاول بعض الجهات الترويج”، مضيفاً أن “أي جهة تطلب الدعم من إسرائيل فهي لا تمثل السوريين، بل هي في موقع الخيانة”.

رسالة وحدة ورفض للتدخل

جاءت الوقفة في وقت تشهد فيه محافظة السويداء توترات أمنية وتحركات من قبل بعض الجماعات الخارجة عن القانون.

وقد حمل المشاركون فيها رسائل واضحة تعبّر عن وحدة الصف السوري، وتمسكهم بالمؤسسات الرسمية، ورفضهم لمحاولات التشويه أو التدخل الخارجي.

وتؤكد هذه الوقفات الشعبية في حمص وغيرها من المحافظات السورية أن صوت الشارع لا يزال ينبض بالوطنية والانتماء، ويرفض أي شكل من أشكال الفتنة أو الارتهان للخارج.

هي رسالة صريحة بأن الشعب السوري، رغم كل التحديات، متمسك بوحدة بلده وسيادته، وبأن الجيش السوري يبقى الركيزة الأساسية في حماية الوطن.

اقرأ المزيد

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

تحمل حمص جراحها بصمت، وتعيش اليوم وجعًا جديدًا فوق ما عانته من حصار وتجويع ودمار، في المدينة التي صمدت وسط النار، ودُمرت أحياؤها حجراً حجراً، ودفعت أرواح أبنائها ثمنًا للكرامة، يُطارِد العطش أهلها كقدر يومي قاسٍ لا مهرب منه.

تجفّ الصنابير في أحياء ذاقت لهيب الحرب، كـ البياضة، الخالدية، ديربعلبة، جورة الشياح، وغيرهم، وتنتظر العائلات وعودًا لا تأتي، وتتكرر جمل المسؤولين دون أثر، إذ يشتري الناس الماء بأسعار باهظة، أو يقطعون مسافات للحصول على ما يكفي ليوم أو اثنين، بينما ترتفع درجات الحرارة وتنعدم الحلول.

تغيب الكهرباء عن القرى التي تملك آبارًا، وتتوقف المولدات عن العمل بسبب فقدان المحروقات أو ضعف الإمكانات التشغيلية. تُترك العائلات هناك في عزّ الصيف بلا نقطة ماء، رغم أن الماء موجود تحت أقدامهم. تزداد المعاناة بصمت، ولا تبدو هناك خطة واضحة تضمن الحد الأدنى من الاستجابة السريعة.

يتحول الحصول على الماء إلى عبء يومي يُثقل كاهل الأهالي، ويُربك تفاصيل حياتهم. يضطر الناس لتغيير عاداتهم، وتأجيل أعمالهم، والتفرغ لتعبئة ما تيسّر من الصهاريج أو الجوارير. تصبح المياه لا مجرّد حاجة، بل محورًا ينظّم اليوم والوقت والطاقة، ويترك أثره في كل بيت ومدرسة وشارع.

تكشف الأزمة عمق الإرباك لا في الموارد فقط، بل في آليات العمل والاستجابة. يعاني الناس من آثار قرارات غير مدروسة، أو خطط لا تواكب حجم الحاجة. لا أحد يسأل كيف تعيش الأمهات مع أطفال عطشى، ولا كيف تمرّ الليالي في منازل لا ماء فيها.

تستحق حمص أن تُروى، لا لأنها عطشى فحسب، بل لأنها عاصمة الثورة التي صبرت على ما لم يصبر عليه غيرها، فلا يليق بها أن تُقابل بالصمت بعد كل ما قدمته، وإن كان الصبر قد طالت أيامه، فالعطش لا ينتظر.

الحق في الماء ليس رفاهية… بل حياة.

اقرأ المزيد

رنيم سيد سليمان _ يلا سوريا

فرض سلطته بالخداع والابتزاز، وتستّر خلف شعارات طلابية، هذا ما فعله “علي حمادي” رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في جامعة حمص، طيلة سنوات عمله داخل منظومة النظام البائد، لم يكن مجرد موظف فاسد، بل واجهة لسلطة قمعية أُُسسَت لخنق الطلبة، وتفكيك بيئتهم الأخلاقية، وتحويل الحرم الجامعي إلى مسرح للابتزاز الجنسي والملاحقة السياسية.

بدأ حمادي مشروعه من داخل الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، وهو جهاز تنظيمي يتبع لحزب البعث، يُفترض أن يمثل الطلبة، لكنه تحوّل إلى ذراع أمنية داخل الجامعة، واستخدم ما يُعرف بـ”التأمين التابع” — وهي شبكة من العناصر المرتبطة بجهات أمنية — لفرض رقابة صارمة على الحياة الطلابية، والتحكم بخدمات مثل السكن والامتحانات وحتى المساعدات الجامعية.

شيئًا فشيئًا، تحوّل السكن الجامعي إلى وكر فساد ممنهج، تحت إشراف حمادي، وبالتنسيق مع شخصيات نافذة أبرزها:

  • فائق شدود – أمين فرع حزب البعث في الجامعة.
  • دارين حمدو – عضوة قيادة في فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا.
    •بتول يونس – مسؤولة في الشؤون الإدارية للاتحاد الطلابي.
  • محمد مطر – موظف ارتباط أمني ضمن الكادر الطلابي.
    •حسين جمعة – ضابط في فرع الأمن العسكري.

كانت الخطة بسيطة: استدراج الطالبات بمغريات إدارية، تصويرهن سرًا، ثم تهديدهن بنشر الصور إن لم يخضعن. من ترفض، تُطرد، تُشوّه، أو تختفي.

تكررت الحوادث وكان أشهرها، في نيسان ٢٠٢١، الطالبة “ريتا . ج” وُجدت مخنوقة ومكبّلة في غرفتها، الرواية الرسمية قالت إنها “مزحة”، لكن زميلاتها أكدن أنها تعرضت لضغوط لرفضها الانخراط في شبكة مشبوهة.

وفي أيلول ٢٠٢٢ الطالبة “م.م.” (سنة أولى كلية الزراعة)، سقطت من الطابق السابع، وقيل إنها انتحرت، بينما سُمع صراخها قبل سقوطها، بعد تهديدها بفضح صور كانت قد حصلت عليها من داخل الوحدة.

لم تتوقف الانتهاكات عند حدود الترهيب، بل طوّع حمادي صلاحياته لتحويل كل من يخالفه إلى هدف، حيث كان يُستدعى الطلبة إلى “مكاتب الاتحاد”، لتهديدهم أو مساومتهم، أما المعارضون، فيُرفع عنهم الغطاء الحزبي، ويُمنعون من السكن، وتُفتح بحقهم ملفات “أمنية” مفبركة أي “تقارير”.

لكن ذلك كله لم يكن ليحدث لولا الحماية الأمنية الصارمة التي وفّرها ضباط ومسؤولون، من داخل الحزب والأجهزة الأمنية، كان حمادي فوق القانون، يُقدّم أمام الإعلام على أنه قائد طلابي ناجح، بينما الحقيقة تقول إنه قاد أكبر شبكة ابتزاز داخلية في تاريخ الجامعة.

ومع تحرير سوريا وسقوط نظام الأسد البائد، هرب علي حمادي، كما هربت رموز المرحلة الفاسدة كلها، لم يواجه أي محاسبة، ولم يُقدّم للمحاكمة، رغم الملفات التي تثبّت تورطه في جرائم أخلاقية وجنائية.

إن ما ارتُكب في جامعة حمص لا يُغتفر، هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ويجب أن يُحاسب علي حمادي، وفائق شدود، وحسين جمعة، ودارين حمدو، وبتول يونس، ومحمد مطر، أمام محكمة مدنية عادلة.

لقد انتهى عهد الظلم، وسقطت الحصانة الكاذبة.


العدالة قادمة، مهما طال الهروب.

اقرأ المزيد