الثلاثاء 10 يونيو 2025
مادة إعلانية

فتاة سحلول – يلا سوريا

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع صباح اليوم إلى محافظة درعا، في زيارة وُصفت بأنها تحمل رسائل عميقة إلى الداخل والخارج، المدينة التي لطالما عُرفت بأنها “مهد الثورة” وشرارتها الأولى عام 2011.

واستُقبل الشرع بحفاوة ملحوظة من أهالي المدينة، حيث احتشد المئات في الساحات والشوارع للترحيب به، في مشهد حمل الكثير من الرمزية وأعاد إلى الأذهان عقدًا من التحولات التي عاشتها المحافظة، والتي كانت نقطة انطلاق لأحداث غيرت وجه سوريا.

وتأتي الزيارة في توقيت حساس سياسيًا وميدانيًا، حيث اعتُبرت من قبل مراقبين محاولة جادة لفتح صفحة جديدة مع المناطق التي شهدت أكبر موجات الحراك الشعبي خلال العقد الماضي.

وتشير الأوساط الرسمية إلى أن الرئيس سيلتقي خلال جولته عددًا من الفعاليات الاجتماعية والشعبية، كما سيزور مرافق خدمية ومؤسسات عامة داخل المحافظة.

ووصف مصدر رسمي من الوفد المرافق الزيارة بأنها “جزء من مشروع وطني جامع، يهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، وترسيخ مفاهيم المصالحة والثقة المتبادلة”.

وأضاف المصدر ذاته أن درعا “ليست فقط مدينة في الجنوب السوري، بل رمز لتاريخ حديث لا يمكن تجاهله، وشريك أساسي في مستقبل البلاد”.

وتفاعل رواد مواقع التواصل في درعا مع الحدث، حيث تنوعت الآراء بين من رأى في الزيارة خطوة نحو الاعتراف بأهمية المحافظة ودورها، وبين من دعا إلى ترجمة هذه المبادرات على الأرض بتحسين الوضع المعيشي، وإطلاق سراح المعتقلين، وتفعيل دور المؤسسات المحلية بشكل فعّال.

حيث تستقبل درعا اليوم، رأس الدولة، و تقف عند مفترق طرق: بين ذاكرة الثورة وتحديات الحاضر، وبين ما تطمح إليه من عدالة وتنمية ومصالحة حقيقية، وما تريده الدولة من استقرار وتكامل وطني،وبين الاثنين، تبقى أعين السوريين جميعًا شاخصة نحو الجنوب، حيث كل حجرٍ هنا يروي قصةً لم تُكتمل بعد.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

شهد الجنوب السوري مساء الثلاثاء، الرابع من حزيران، تصعيدًا عسكريًا جديدًا، حيث نفّذ الاحتلال الإسرائيلي قصفًا جويًا ومدفعيًا على مناطق متفرقة من ريف درعا، وتبعته تحركات برية محدودة، وذلك عقب إطلاق صاروخين من الأراضي السورية.

قصف مدفعي من الجولان باتجاه حوض اليرموك:

قصفت مدفعية الاحتلال من مواقعها في الجولان المحتل مناطق في حوض اليرموك، ما تسبب بوقوع أضرار مادية وخسائر بشرية، بحسب ما أفادت مصادر ميدانية. وشمل القصف محيط سد سحم وطريق نافعة، وترافق مع دخول عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى جزيرة معرية الواقعة ضمن نطاق حوض اليرموك، دون تسجيل اشتباكات مباشرة حتى لحظة إعداد التقرير.

غارات جوية على مواقع في ريف درعا:

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات ليلية على مواقع جنوب سوريا، طالت مناطق تل الشعار وتل المال وتل المحص والفوج 175 في ريف درعا، بحسب ما نقلته قناة الجزيرة. وأوضح جيش الاحتلال أن الهجمات جاءت ردًا على إطلاق صواريخ من الأراضي السورية، مشددًا على تحميل النظام السوري المسؤولية الكاملة، ومهددًا بأنه “سيتحمل العواقب طالما استمرت الأنشطة العدائية من أراضيه.”

كتائب “الشهيد محمد الضيف” تتبنى إطلاق الصواريخ:

أعلنت مجموعة تُطلق على نفسها اسم “كتائب الشهيد محمد الضيف” مسؤوليتها عن إطلاق صاروخي غراد من الأراضي السورية باتجاه مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل. في المقابل، نفت حركة حماس أي صلة لها بهذه المجموعة، في خطوة وُصفت بأنها تهدف لتجنّب توسيع نطاق المواجهة نحو الأراضي السورية.

رد الخارجية السورية على التصعيد:

قالت وزارة الخارجية السورية في بيان مساء الثلاثاء:

  • إنها لم تتثبت من صحة الأنباء بشأن إطلاق صواريخ نحو إسرائيل حتى لحظة صدور البيان.
  • إن هناك جهات تسعى لزعزعة استقرار الجنوب السوري خدمة لأجندات خارجية.
  • إن سوريا لم ولن تشكل تهديدًا لأي طرف في المنطقة.
  • إن أولوية الدولة تتمثل في بسط سلطتها على الجنوب وإنهاء وجود السلاح غير الشرعي.
  • وأضافت أن الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي يشكلان انتهاكًا واضحًا للسيادة السورية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وإيقاف هذه الاعتداءات فورًا.

يأتي هذا التصعيد في ظل توتر متزايد على جبهات متعددة في المنطقة، ما يثير القلق من احتمالية انزلاق الوضع نحو مواجهات أوسع، قد تمتد خارج الجنوب السوري.

اقرأ المزيد

أفاد مصدر أمني بأن قوات الأمن السورية تمكنت من السيطرة على سجن إزرع المركزي في محافظة درعا، بعد حدوث استعصاء محدود من قبل السجناء مساء اليوم.

وأوضح المصدر أن الاستعصاء تخلله إطلاق نار، مما أدى إلى إصابات طفيفة بين السجناء. وأشار إلى أن قوات الأمن، بدعم من عناصر النخبة في الفرقة 40، قامت بتطويق السجن وإغلاق جميع الأبواب، مما حال دون فرار أي سجين.

وأضاف المصدر أن مفاوضات جارية حالياً مع السجناء لتسليم الرهائن الذين احتجزوهم خلال الاستعصاء. ونفى صحة الشائعات التي تحدثت عن استيلاء السجناء على أسلحة الحرس.

تجدر الإشارة إلى أن سجن إزرع المركزي يُعد من المنشآت الأمنية المهمة في المنطقة، ويضم عدداً من السجناء المتهمين بجرائم مختلفة.

اقرأ المزيد

يُعد اللواء الثامن من أكثر الكيانات العسكرية تعقيدًا في الساحة السورية، إذ يمتلك تاريخًا طويلًا ومتشعبًا بدأ بتشكيله عام 2012 تحت اسم “لواء شباب السنة”، كقوة محلية لحماية المتظاهرين في محافظة درعا.

ومع مرور الوقت، تحول إلى فصيل مسلح بارز ضمن “الجبهة الجنوبية” التابعة للجيش الحر، قبل أن يوقّع اتفاق تسوية برعاية روسية في 2018، أعاد تشكيله ضمن “الفيلق الخامس”، ثم أُلحِق لاحقًا بالأمن العسكري السوري، مع احتفاظه باستقلالية ملحوظة تحت قيادة أحمد العودة.

سيطر اللواء على مساحة واسعة تمتد من بصرى الشام إلى أطراف مدينة درعا، وضمّ حوالي 1200 عنصر، معظمهم من أبناء العشائر.

ويُعرف قائده أحمد العودة بنفوذه الكبير ونجاته من محاولات اغتيال، أبرزها تلك التي تورط فيها القيادي الراحل بلال الدروبي عام 2016.

ورغم محاولات الدولة دمج الفصائل في الجيش السوري الجديد، رفض العودة الانخراط الكامل، مطالبًا بضمانات تتعلق بالرتب والصلاحيات الجغرافية.

وانتهى المطاف بتوقيع اللواء اتفاقًا مع الدولة السورية يقضي بتفكيكه بالكامل، وتسليم كامل مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع، وتكيلف النقيب محمد القادري بمهمة التنسيق المباشر لإتمام عملية الانتقال والتسليم.

اقرأ المزيد

توصلت إدارة الأمن العام إلى اتفاق مع وجهاء مدينة بصرى الشام بريف درعا لتسليم أربعة مطلوبين على خلفية استهداف القيادي بلال الدروبي، الذي توفي متأثراً بإصابته قبل يومين برصاص عناصر كانوا ينتمون لفصيل “اللواء الثامن” سابقاً.

وشهدت مدينة بصرى الشام، اجتماعاً ضم محافظ درعا أنور الزعبي، ومدير الشؤون السياسية في درعا مشهور المسالمة، ومسؤول الأمن في المنطقة محمد السخني، مع هيئة الإصلاح، لمناقشة آلية تسليم المطلوبين وتعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة.

وينص الاتفاق على تعزيز مفرزة الأمن في بصرى الشام بقوات أمن إضافية، دعماً للإجراءات الأمنية وتثبيتاً لحالة الاستقرار في المنطقة.

كما يتضمن الاتفاق تسليم سلاح عناصر “اللواء الثامن” سابقاً من مختلف مدن وبلدات المحافظة، وسحب السلاح الخفيف والثقيل من معقله في بصرى الشام.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الجهات المعنية لتعزيز الاستقرار وبسط سلطة الدولة في ريف درعا الشرقي، ومنع تكرار أي حوادث من شأنها أن تزعزع استقرار المنطقة.

اقرأ المزيد

وصلت تعزيزات أمنية جديدة إلى الريف الشرقي من محافظة درعا، في الساعات الأخيرة، حيث تم إرسال أرتال من آليات وعناصر تابعة لإدارة الأمن العام، في إطار خطط تعزيز الاستقرار وضبط الأمن في المنطقة.

وتم توزيع هذه التعزيزات على عدة مواقع ونقاط استراتيجية، خاصة في المناطق التي شهدت توترات أمنية في السابق أو نشاطًا من مجموعات خارجة عن القانون.

الهدف من هذه الإجراءات هو تثبيت حالة الأمن، ومنع تكرار أي حوادث قد تزعزع استقرار المنطقة، ودعم العمل الأمني والإداري في المدن والبلدات التي تشهد عودة تدريجية إلى الحياة الطبيعية.

ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود المستمرة لتأمين مختلف مناطق محافظة درعا بعد فترة من التحركات الأمنية المكثفة في الأشهر الماضية، بهدف إعادة ترتيب الوضع الأمني وإرساء الاستقرار.

اقرأ المزيد