الإثنين 9 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

تبدو الحياة اليوم أكثر ترابطًا بفضل التكنولوجيا التي تتيح لنا المشاركة والتواصل بسهولة، نشارك، نعلق، نرسل، ونشاهد، مما يوهمنا بأننا لسنا وحدنا، ولكن في عمق هذا الزخم الرقمي، ينمو شعور صامت بالوحدة، خصوصًا بين الشباب الذين يعيشون محاطين بالناس عبر الشاشات، لكنهم يشعرون بالعزلة الحقيقية.

لم تعد العزلة مقتصرة على الأفراد المنعزلين جغرافيًا، بل أصبحت تسكن داخل البيوت التي تجمع الأهل، لكنها لا تجمع القلوب، حين يجلس أفراد الأسرة على مائدة واحدة، كل منهم منشغل بشاشة تغذيه بالمعلومات، ولكنه محروم من دفء التواصل الإنساني الحقيقي، في زمن كثرت فيه الاتصالات وقلّت فيه العلاقات المباشرة، صار الصمت أكثر من الكلام، والمسافات العاطفية أطول من الجغرافية.

الشباب، وهم الأكثر استخدامًا للتكنولوجيا، يعيشون هذا التناقض بحدة، لديهم مئات الأصدقاء على مواقع التواصل، لكنهم في الحقيقة يشعرون بوحدة عميقة، يضحكون في منشوراتهم، بينما يجلسون وحدهم ليلاً بشعور من الفراغ لا يُقال، هذا الانغماس في الحياة الرقمية جعل منهم أناسًا يبتعدون عن ذواتهم الحقيقية ببطء.

الفراغ العاطفي يعني غياب الاهتمام، الإنصات، والتشجيع، ما يدفع الشباب إلى كتمان مشاعرهم خوفًا من الرفض أو الاستهزاء، فينمو لديهم شعور بأنهم غير مرئيين، ويتفاقم هذا عندما يكون الأب مشغولًا خارج المنزل، والأم غارقة في مشاغل الحياة، مما يجعل الأبناء يبحثون عن دفء عاطفي في أماكن أخرى، غالبًا عبر العلاقات الهشة أو المنصات الرقمية، التي تمثل حضنًا باردًا لا يعوض الحنان الحقيقي.

لكن الانجراف وراء هذه العلاقات الهشة لا يعوض الفراغ العاطفي الحقيقي، بل قد يزيده سوءًا، إذ تنشأ علاقات غير صحية يقوم بعضها على وعود عاطفية زائفة أو مصالح مؤقتة، مما يجعل الشباب أكثر تشتتًا وضعفًا نفسيًا بدلًا من ملء فراغهم.

رغم كل ذلك، يبقى الأمل موجودًا، إذ يكفي أن نعترف بالمشكلة لنبدأ في حلها، يجب أن نعيد الاعتبار للقاءات وجهاً لوجه، للحوار الصادق، والأنشطة الجماعية، وللضحك الحقيقي بدون الحاجة إلى “إيموجي”.

على الأهل أن يكونوا أقرب، وعلى المدارس والمجتمعات أن تخلق بيئات تحمي شبابنا من هذا التآكل الاجتماعي.

العزلة ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة تراكم اختيارات صغيرة. وبإطفاء الشاشات لبعض الوقت، والنظر بعين العطف لمن نحب، نستطيع أن نعيد الدفء إلى علاقاتنا ونقول لهم: “أنا هنا… فعلاً هنا”.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – رنيم سيد سليمان

شهدت العادات والتقاليد في المجتمعات العربية تحوّلات جوهرية خلال العقود الأخيرة، نتيجة التفاعل المتسارع مع العالم الخارجي عبر التكنولوجيا، والانفتاح الثقافي، وتغير البنية الاجتماعية.

فبعدما كانت هذه العادات تُشكّل الإطار الناظم للحياة اليومية، أصبحت اليوم موضع نقاش وجدال بين جيل يتمسك بالموروث وآخر يسعى للتجديد.

أسباب التحول: من العزلة إلى الانفتاح

من أبرز دوافع تغير العادات والتقاليد هو الانفجار التكنولوجي الذي جعل العالم “قرية صغيرة”.

فلم تعد الثقافة محصورة داخل الحدود الجغرافية، بل أصبحت الثقافات تتلاقى يوميًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية والمنصات العالمية.

إضافة إلى ذلك، لعب التعليم والسفر دورًا بارزًا في نقل قيم جديدة إلى المجتمعات، كما أسهمت العوامل الاقتصادية وتغير نمط المعيشة في تعديل أولويات الناس وسلوكهم.

مظاهر التغير: بين الماضي والحاضر

انعكس هذا التغير في كثير من تفاصيل الحياة اليومية، ففي السابق، كانت العلاقات العائلية أكثر ترابطًا، والزيارات والتجمعات من الأساسيات، أما اليوم فقد تراجعت لصالح التواصل الرقمي.

كذلك، طرأت تغييرات كبيرة على أسلوب اللباس، طريقة الزواج، وحتى طقوس المناسبات الدينية والاجتماعية، التي أصبحت أكثر مرونة وأقل التزامًا بالأعراف التقليدية.

هذه التغيرات لا تعني بالضرورة التخلي عن الأصالة، لكنها تشير إلى إعادة تشكيل للثقافة المجتمعية.

النتائج والآثار: بين المكتسبات والتحديات

أثمر هذا التحول عن بعض الإيجابيات، مثل تعزيز الحرية الشخصية، وتوسيع آفاق التفكير، وتقليص بعض الممارسات التي كانت تقيّد الأفراد، خصوصًا المرأة والشباب.

لكن بالمقابل، برزت تحديات أهمها تراجع الروابط العائلية، وضياع بعض القيم مثل الاحترام والحياء، إلى جانب ضعف الانتماء للهوية المحلية أمام هيمنة الثقافة العالمية.

وهذا يطرح تساؤلاً جوهريًا: كيف نحافظ على جذورنا ونحن نواكب العصر؟

تأثير تغيّر العادات على نشأة الأطفال وسلوكهم

لم يكن الأطفال بمنأى عن تأثير التغير في العادات والتقاليد، بل كانوا من أكثر الفئات تأثرًا، ففي الماضي، كانت الأسرة الممتدة والمدرسة والمجتمع المحلي يشكّلون مصادر التربية والتوجيه، أما اليوم، فقد حلّت الشاشات والأجهزة الذكية محل كثير من تلك المصادر.

هذا التغير أدى إلى نشأة جيل أكثر انفتاحًا، لكنه أقل التصاقًا بالقيم التقليدية، مثل الاحترام، وصلة الرحم، والعمل الجماعي.

كما بات الطفل يتلقى معلوماته وسلوكياته من منصات غير خاضعة للرقابة، مما قد يؤثر سلبًا على هويته وسلوكه، إن لم يصاحب ذلك توجيه تربوي حكيم من الأسرة والمؤسسات التعليمية.

نحو توازن بين الأصالة والتجديد

في ضوء ما سبق، يمكن القول إن تغير العادات والتقاليد أمر طبيعي ومشروع في ظل تطور الحياة، لكن الأهم هو أن نُحسن إدارة هذا التغير.

فليس المطلوب رفض الحداثة أو الانغلاق، بل إيجاد توازن يحفظ القيم الأصيلة ويحتضن المعارف الجديدة.

المستقبل لا يُنتظر، لكن الماضي يجب ألا يُنسى، لأنه مصدر القوة والهوية لكل أمة.

اقرأ المزيد

يلاسوريا _ رنيم سيد سليمان

لم يعد الزواج في سوريا مجرد محطة في حياة الشباب، بل تحوّل إلى حلم مؤجل وربما بعيد المنال، فمع تفاقم الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، وجد آلاف الشباب أنفسهم عاجزين عن تأسيس أسر والاستقرار، في وقت تتزايد فيه حاجتهم إلى الأمان والسكينة.

الواقع الاقتصادي الخانق

يعاني الشاب السوري من ضغوط اقتصادية خانقة، فالأجور الشهرية بالكاد تغطي الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والدواء، ناهيك عن مصاريف الزواج، أسعار الذهب، المهور، الأثاث، والإيجارات، إلى جانب التكاليف الباهظة للحفلات، وكلها عقبات تعيق الراغبين في الارتباط.

كلمات من الواقع

يقول أحمد، شاب يبلغ من العمر 36 عاماً:
“أعمل 10 ساعات يومياً وراتبي لا يتجاوز 600 ألف ليرة، ولا يكفيني لتأمين أساسيات حياتي. كيف يمكنني أن أفتح بيتاً؟ حتى مجرد التفكير في الخطبة بات ترفاً لا أقدر عليه.”

وتضيف رنا، “فتاة في الـ 31 من عمرها”: “كثير من الفتيات في عمري ينتظرن عريساً لا يأتي، المشكلة ليست في رغبة الشباب، بل في قسوة الظروف التي تمنعهم حتى من المحاولة.”

تأخر الزواج والعزوف

تسببت هذه الأوضاع في تأخر سن الزواج لدى الكثير من الشباب والفتيات، ودفعت بعضهم إلى الهجرة أو العزوف التام عن الزواج، هرباً من المسؤوليات المادية والنفسية التي لا يستطيعون تحملها، هذا التأخير يفتح الباب أمام مشكلات اجتماعية أخرى، كالوحدة، والانعزال، وربما الانحراف.

الضغوط النفسية والاجتماعية

يعيش الشباب السوري اليوم في صراع يومي بين أحلامهم الشخصية وواقعهم المؤلم.

حيث تصطدم الرغبة في بناء أسرة بعجز مادي حاد، ما يولد شعوراً دائماً بالإحباط، ويفقدهم الإحساس بالاستقرار والطمأنينة.

لم يعد الزواج في سوريا حقاً بسيطاً، بل بات أمنية تتكسر أمام موجات الغلاء والبطالة والتهجير.

ولإنقاذ جيل كامل من الضياع، لا بد من تحرك مشترك—من الدولة والمجتمع والأهل—لتوفير بيئة تدعم أحلام الشباب وتعيد لهم الأمل بمستقبل أفضل.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – رنيم سيد سليمان

أصبح التنمر الإلكتروني من أخطر التهديدات التي تواجه المراهقين في العصر الرقمي.

يتمثل هذا النوع من التنمر في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الإساءة والإهانة، سواء كان ذلك عن طريق التهديدات، السخرية، أو نشر الأكاذيب، كما يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للمراهقين، ويؤدي إلى تداعيات خطيرة قد تتجاوز الأذى النفسي إلى اتخاذ قرارات مأساوية.

أحد أبرز المخاطر الناجمة عنه التنمر الإلكتروني هو تأثيره العميق على الصحة النفسية للضحايا.

المراهقون الذين يتعرضون للتنمر يعانون من مشاعر العزلة، والقلق، والاكتئاب، وقد يواجهون صعوبة في التفاعل الاجتماعي أو الثقة بالآخرين، وفي بعض الحالات، يمكن أن يتفاقم الوضع ويصل إلى تفكير الضحية في الانتحار.

التنمر المستمر يؤدي إلى فقدان الأمل والشعور بالعجز، مما يجعل البعض يشعر بأن الموت هو السبيل الوحيد للتخلص من الألم النفسي.

السبب وراء هذا التأثير القاتل يكمن في أن التنمر الإلكتروني لا يقتصر على الاعتداءات اللفظية فقط، بل يمتد ليشمل تهديدات مستمرة قد تخلق بيئة من القلق المستمر والخوف، وهذا الضغط النفسي يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للمراهقين بشكل كبير.

كما أن الغياب المستمر للدعم الاجتماعي في بيئتهم الرقمية يجعلهم يشعرون بالوحدة والعجز، ما قد يدفعهم في النهاية إلى اتخاذ خطوات خطيرة مثل الانتحار.

للحد من هذا الخطر، يجب على المجتمع ككل التحرك سريعًا لمكافحة التنمر الإلكتروني، من خلال توعية المراهقين بخطورة هذا السلوك، وتوفير الدعم النفسي للضحايا، علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك دور فعال للأسرة والمدارس في مراقبة الأنشطة الرقمية وتوفير بيئة آمنة للمراهقين.

في الختام، يشكل التنمر الإلكتروني تهديدًا جديًا على حياة المراهقين، وأثره النفسي قد يكون مدمراً في بعض الحالات، بالتالي من الضروري أن يتم التصدي لهذه الظاهرة بشكل شامل لحماية الصحة النفسية للمراهقين ووقايتهم من العواقب المأساوية مثل الانتحار.

اقرأ المزيد

في تحول بيئي وصحي مقلق، أصبحت مياه نهر العاصي في مدينة حمص محملة بالتلوث الصناعي والصحي، مما يهدد حياة المدينة وسكانها، حيث كانت المياه في الماضي تمثل مصدراً للثروة الطبيعية والنمو الزراعي، إلا أنها اليوم باتت مليئة بالتلوث، مهددة البيئة المحلية والمزارعين الذين يعتمدون عليها.

وفي تقرير خاص أجرته منصة “يلا سوريا”، التقت عدداً من المزارعين المحليين الذين شاركوا تفاصيل الأزمة وشرحوا أسباب تلوث مياه النهر.

وفي هذا السياق، كشف المزارعون عن أسباب رئيسية أدت إلى تدهور نوعية مياه نهر العاصي في حمص، من بينها التأثيرات السلبية للمصانع والنفايات الصناعية التي تُلقى في مجرى النهر.

السموم والفيول: تلوث يهدد المحاصي

لقال أحد المزارعين لمنصة يلا سوريا : السموم والسماد العضوي من مصفاة حمص تأتي إلى النهر، ونحن نروي الأرض بهذه المياه الملوثة، لقد زرعت الأرض أربع مرات، ولكن الزرع يموت بسبب التلوث، خاصة بمادة الفيول الموجودة في المياه.

وأوضح مزارع آخر: نهر العاصي مليء بالنفايات، وهذه النفايات تؤثر على بساتيننا، ومحاصيلنا تموت بسبب هذه النفايات، وأبرز مثال على ذلك هو الرمان الذي كان يُصدر إلى لبنان بأسعار عالية، أما الآن فقد أصبح مهدداً بالدمار.

المصانع والمجاري: خطورة أخرى على النهر

وأشار مزارع ثالث إلى أن التلوث يزداد بفعل تصريف المجاري الصناعية، قائلاً: المجاري الناتجة عن المصنع الآزوتي تصب مباشرة في النهر، مما يسبب جفاف الأشجار وافتقار النهر إلى الحياة البحرية، كل الأشجار في منطقتنا تعتمد على نهر العاصي كمصدر للمياه، لكن هذه المياه لم تعد صالحة.

تواجه مدينة حمص اليوم تحديات كبيرة تتعلق بحماية مياه نهر العاصي من التلوث المتزايد الذي يهدد البيئة والصحة العامة، ومن الضروري أن تتخذ الجهات المعنية خطوات عاجلة لمعالجة هذا التلوث وتحسين جودة المياه، للحفاظ على صحة البيئة المحلية وحياة سكان المدينة.

اقرأ المزيد

في خطوة تعكس إرادة التغيير وتجديد الخطاب الإعلامي السوري، دشّنت قناة الإخبارية السورية أول بث رسمي لها عبر منصات التواصل الاجتماعي في 29 آذار الماضي، بالتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة، مقدمة خمس ساعات متواصلة من التغطية الإعلامية، حملت ملامح سوريا التي تنبض بالحياة رغم الألم.

القناة التي كانت تستعد للظهور الفضائي في 13 آذار تزامناً مع الذكرى الرابعة عشرة للحراك الشعبي، اصطدمت بجدار العقوبات الغربية، والتي حالت دون حصولها على تردد عبر قمر “نايل سات”، ما أجبر إدارتها على التحول إلى الفضاء الرقمي كبديل مؤقت.

مدير القناة جميل سرور، أوضح في حديثه لوكالة سانا، أن العقوبات التي تطال الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لم تُثنِ فريق العمل عن صناعة هوية بصرية جديدة تعبر عن ملامح سوريا المتجددة، ورغم محدودية الموارد وتهالك التجهيزات، تمكّن الفريق من تطوير بعض التقنيات، وتجاوز التحديات التي بدت في ظاهرها مستحيلة.

وأكد سرور أن القناة ترتكز على الخبرة والكفاءة المهنية في انتقاء كوادرها الصحفية والفنية، بعيداً عن أي اعتبارات شخصية أو سياسية، باستثناء من تورطوا في دعم الحرب ضد السوريين، كما أشار إلى الاستعانة بعدد من الخبراء الخارجيين في مجالات الاستشارة الفنية، لدعم إطلاق القناة بأعلى جودة ممكنة.

وحول توجهات القناة، لفت سرور إلى أنها ستكون منبراً رسمياً موثوقاً، وسط فوضى الأخبار وموجات التضليل التي تعصف بمواقع التواصل، مشدداً على تقديم محتوى حيوي وموضوعي يعكس الواقع السوري من منظور وطني مسؤول.

كما ستقدم القناة حزمة برامج متنوعة تغطي الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتلامس تفاصيل الحياة اليومية للمواطن السوري في مختلف المحافظات، إضافة إلى نافذة خاصة ترصد وتحلل ظواهر “السوشال ميديا”.

اقرأ المزيد