الثلاثاء 3 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – رنيم سيد سليمان

شهدت الفترة الأخيرة تحركًا غير معلن بين سوريا وإسرائيل، حيث أجرتا لقاءات مباشرة تهدف إلى تهدئة الوضع الأمني في المنطقة الحدودية.

وسعى الطرفان من خلال هذه اللقاءات إلى منع أي صدام عسكري، خاصة في ظل التطورات التي طرأت بعد سقوط النظام البائد.

وركّزت المحادثات على ملفات أمنية مشتركة، دون التطرق إلى تطبيع العلاقات أو اتفاقيات سياسية.

وعقدت سوريا وإسرائيل عدة جولات من الاجتماعات في الأسابيع الماضية، وتمّت بعض هذه اللقاءات في مناطق تخضع لسيطرة إسرائيل قرب الحدود.

وناقشت اللقاءات الحد من التوغلات العسكرية داخل القرى السورية القريبة من الجولان، وضمان عدم اندلاع صراع جديد.

وقاد هذه المحادثات من الجانب السوري “أحمد الدالاتي”، وهو مسؤول أمني في محافظة السويداء، تم تعيينه بعد الإطاحة بنظام الأسد محافظًا للقنيطرة، وهي المحافظة المحاذية لهضبة الجولان.

وأوضحت خمسة مصادر مطلعة، منها مصدران سوريان، ومصدران غربيان، ومصدر استخباراتي من إحدى دول المنطقة، أن هذه المحادثات تُعد استمرارًا لاتصالات غير مباشرة بدأت منذ فترة، بعد سقوط الأسد.

وأشارت المصادر إلى أن هذه اللقاءات تهدف فقط إلى التهدئة وتنسيق الأمن الحدودي، وليست خطوة نحو تطبيع العلاقات.

وأضافت المصادر أن هذه المحادثات قد تفتح في المستقبل الباب أمام تفاهمات أوسع، إذا استقرت الأوضاع.

ووصف مصدر استخباراتي إقليمي لقاء الرئيس “دونالد ترامب” بالرئيس السوري “أحمد الشرع” في السعودية بأنه لحظة مهمة، قال: إن هذا اللقاء جزء من إعادة ترتيب السياسة الأميركية في المنطقة، وهو ما جعل إسرائيل تعيد حساباتها بعد أن كانت تستفيد من الفوضى التي حصلت في سوريا بعد التحرير.

وبدأ التوتر بين سوريا وإسرائيل منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل هضبة الجولان، حيث دخل الطرفان في عدة حروب، وبقيت حالتهما في وضع “لا حرب ولا سلام” منذ اتفاق فك الاشتباك عام 1974.

ورغم أن هذه الخطوات لا تعني سلامًا رسميًا أو تطبيعًا، إلا أنها قد تمهّد لتفاهمات تدريجية تضمن استقرارًا أكبر في المنطقة.