الجمعة 6 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا- بدر المنلا

أعلنت وزارة الدفاع السورية، ترفيع العميد محمد خير حسن شعيب إلى رتبة لواء، وتعيينه نائباً لوزير الدفاع مرهف أبو قصرة، في خطوة تعكس التحولات الجارية في بنيةق المؤسسة العسكرية السورية ضمن المرحلة الانتقالية.

وجاء في بيان نشرته الوزارة عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك”، أن شعيب ينحدر من عائلة “مناضلة تميزت بالتزامها الوطني ومواقفها المعادية للنظام السابق”.

مسيرة قتالية حافلة

ولد شعيب في بلدة تفتناز بريف إدلب عام 1977، ويُعد من أبرز القادة العسكريين الذين برزوا خلال السنوات الماضية، خاصة في معارك التحرير ضد قوات النظام السابق.

ولعب اللواء دوراً محورياً في معركة السيطرة على مطار تفتناز العسكري في كانون الثاني 2013، كما كان من القادة الأساسيين في معركة “تحرير إدلب” في آذار 2015، والتي شكلت منعطفاً مهماً في السيطرة على الشمال السوري.

وتابع شعيب أدواره الميدانية من خلال قيادته لمعركة تحرير مطار “أبو الظهور” العسكري في أيلول 2015، ومعركة “العيس” في ريف حلب الجنوبي في نيسان 2016، كما كان له دور بارز في معركة “فك الحصار عن حلب” التي انطلقت في تشرين الأول من العام نفسه.

وتولى شعيب منصب القائد العام لجيش “أبو بكر الصديق” منذ تأسيسه في عام 2013 وحتى دمجه ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين”.

ومنذ عام 2019 وحتى 2024، قاد غرفة العمليات المركزية في إدلب، ولعب دوراً رئيسياً في التخطيط لمعركة “ردع العدوان” في تشرين الثاني 2024، التي أدت إلى سقوط النظام البائد.

ووفق ما أوردته وزارة الدفاع، فإن شعيب قاد عدة محاور رئيسية خلال عملية إسقاط النظام، شملت تحرير مدن كبرى مثل حلب، حماة، وحمص، وصولاً إلى العاصمة دمشق.

إعادة هيكلة الجيش.. من الفصائل إلى مؤسسة موحدة

يأتي تعيين اللواء شعيب في منصبه الجديد بالتزامن مع استكمال عملية إعادة هيكلة شاملة للمنظومة العسكرية السورية، أعلنت عنها وزارة الدفاع على مراحل خلال الأشهر الماضية، وشملت دمج 130 فصيلاً عسكرياً ضمن جسم الجيش السوري الجديد.

وفي 26 من أيار الماضي، أكد وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، في مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، أن عملية الدمج أسهمت في ضبط الأداء العسكري، وإنهاء حالة الانقسام والفوضى التي سادت في بعض المناطق خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى حل عدد من الفصائل التي لم تلتزم بقرارات التقييم والدمج.

وأشار أبو قصرة إلى أن الوزارة أطلقت برامج تدريب وتأهيل متخصصة، لا تقتصر على الضباط، بل تشمل الأفراد والعناصر في مختلف القطاعات، بهدف تأسيس “جيش وطني احترافي يقوم على الانضباط، لا على الولاء العاطفي”، بحسب تعبيره.

من الفصائل إلى الجيش: نهاية مرحلة وبداية أخرى

كانت إدارة العمليات العسكرية في سوريا قد أعلنت، في كانون الأول 2024، التوصل إلى اتفاق يقضي بحل جميع الفصائل المسلحة ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع، وذلك عقب سلسلة مشاورات قادها الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع قيادات الفصائل المختلفة.

وفي 17 من أيار 2025، أعلنت وزارة الدفاع رسمياً الانتهاء من عملية الدمج الكامل لكافة الفصائل والوحدات العسكرية، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة في تاريخ الجيش السوري، تقوم على التوحيد، والاحتراف، والمؤسسية، بعد أكثر من عقد من التشرذم العسكري والانقسام التنظيمي.